وجه المؤتمر الدولي حول نماذج الابداع المعماري ومستقبل التهيئة الحضرية، الذي نظم ما بين 26 و28 نونبر الجاري بمدينة أليكانتي (شرق إسبانيا) بمشاركة المغرب، نداء من أجل ممارسة تهيئة معمارية مستديمة، تتماشى مع الحاجيات الحالية، والاستفادة من أخطاء الماضي. وأكد مهندسون معماريون وخبراء في مجال التهيئة الحضرية من مختلف بلدان حوض البحر الابيض المتوسط، من بينها المغرب، على ضرورة الاستفادة من الاخطاء التي تم ارتكابها خلال العقود الاخيرة في مجال التعمير بشمال ضفة الحوض المتوسطي، وعدم تكرارها في البلدان الناهضة بجنوب الضفة المتوسطية. وشدد المشاركون في هذا الملتقى المعماري الدولي، المنظم بمبادرة من مؤسسة "البيت المتوسطي" و"ملتقى خابيا للجوار"، على ضرورة أن تتم مختلف المشاريع العمومية والخاصة، التي يجري تنفيذها حاليا ببلدان جنوب ضفة الحوض المتوسطي، في إطار تعمير مستديم يحترم الفضاءات والعادات والتقاليد العريقة بهذه البلدان. وقد تناول هذا المؤتمر، الذي شارك فيه عدد من المهندسين المعماريين ببلدان حوض البحر الابيض المتوسط، من بينهم رشيد الوزاني نائب رئيس المجلس الوطني للمهندسين المعماريين بالمغرب، مواضيع تتناول بالخصوص إعادة هيكلة المجال الحضري والترابي الحالي، فضلا عن نماذج لإحداث فضاءات حضرية، من شأنها العمل على تشجيع التنمية الترابية بمدن حوض البحر الأبيض المتوسط. وحسب المنظمين، فإن أشغال هذا المؤتمر الدولي، تناولت أيضا اتجاهات مخططات التهيئة الحضرية خلال العقود الأخيرة، ومختلف التجارب المرتبطة بإحداث المدن، فضلا عن بحث مشاريع ومقترحات المهندسين المعماريين، ومصممي التهيئة الحضرية الشباب بحوض البحر الابيض المتوسط، التي تجمع بين ضمان حماية البيئة والتنمية المستديمة للمدن. وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المؤتمر شكل فرصة لتحليل ومعالجة انعكاسات مخططات التهيئة الحضرية على المدن والتهيئة الحضرية، فضلا عن تمكين المهندسين المعماريين ومصممي مخططات التهيئة الحضرية المشاركين، من تبادل التجارب في مجال السياسة الحضرية المتبعة في كل من إسبانيا والمغرب وتركيا ولبنان ومصر. وحسب المنظمين فإن هذا الملتقى الدولي، يتوخى التوصل الى استنتاجات ستكون بمثابة مرجعية عند اتخاذ القرارات المتعلقة بمجال الهندسة المعمارية والتخطيط في مدن حوض البحر الأبيض المتوسط، وخاصة في إطار النقاش الحالي حول التنمية الحضرية في العالم، بعد الانهيار الذي يشهده حاليا القطاع العقاري.