احتشد الآلاف من المواطنين، مساء أمس الجمعة، على طول جنبات شارع محمد الخامس بتطوان لحضور عرض للحرس الملكي وموكب حملة المشاعل، وذلك في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال11 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين. واستهل هذا الحفل، الذي يعد أحد أعرق مظاهر التقاليد لدى الحرس الملكي ومفخرة للشعب بأكمله، بموكب حملة المشاعل، مرفوقا بالمجموعة الموسيقية للحرس الملكي وفرقة الخيالة التابعة للحرس الملكي التي انطلقت من المشور قبل أن تعبر شارع محمد الخامس الذي يتوسط مدينة الحمامة البيضاء، التي زينت بالأعلام الوطنية احتفاء بهذه اللحظة ذات الدلالة الرمزية. وقد شد الاستعراض الفني الذي قدمه في تناسق تام أفراد الحرس الملكي، الذين كانوا يرتدون الزي الرسمي التقليدي، الحضور الذي استمتع بلوحات فنية وحركات عبارة عن أشكال هندسية على إيقاع موسيقي من عزف المجموعة النحاسية والفرسان، في احترام تام لقواعد وأصول فنون الفروسية المغربية. ونالت هذه الموسيقى وهذه الإيقاعات، التي تنهل من معين الريبيرتوار التقليدي العريق للخيالة المغربية، إعجاب الحضور الذي قدم لتقاسم فرحته وبهجته بمناسبة تخليد هذه الذكرى المجيدة. وبعد هذا الحفل البهيج، تم تقديم عرض آخر للشهب الاصطناعية التي أضاءت سماء تطوان. وشكل هذا العرض أقوى لحظات هذه الأمسية الراسخة في الذاكرة التي لن ينساها سكان تطوان، حيث شدت أنظارهم على مدى نصف ساعة على إيقاع الشهب متعددة الألوان أضاءت سماء المدينة ونواحيها، مانحة بذلك أروع العروض لساكنة الحمامة البيضاء والعشرات من المصطافين الذين يرتادون كل سنة هذه المدينة بشمال المملكة. واستمتع سكان تطوان، وهم شاخصون بأنظارهم إلى السماء، بهذه الأشكال المتعددة من النجوم الملتهبة التي أضاءت سماء المدينة مخلفة وراءها شهبا زاهية تتساقط على المدينة مثيرة فرحة الكبار والصغار.