أطلقت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر "دليلا للغابات الحضرية والمحيطة بالمدار الحضري" كأداة لدعم تفعيل استراتيجية الاستثمار المستدام لهذه الغابات. وأوضح بلاغ للمندوبية السامية ، اليوم الخميس ، أن أزيد من 15 مليون نسمة يعيشون في أكثر من خمسين مدينة مغربية يستفيدون من الغابات الحضرية والمحيطة بالمدار الحضري، التي تساهم في ترفيه السكان الذين يتوجهون لها لتجديد طاقتهم الجسدية والمعنوية، وفي تحسين إطار العيش وجودة الهواء وتحسين منظر المدينة، مؤكدا على الدور الأساسي الذي تضطلع به الغابات في المجال البيئي والاجتماعي والاقتصادي وعلى المستوى الجمالي. وأَضاف البلاغ أن وقاية الغابات واستثمارها بشكل مستدام يرتكز على قدرة الفاعلين في المجال الغابوي وأيضا المعنيين بالتجهيز وأصحاب القرار على المستوى الحضري، على الوعي بأهمية الرهانات المرتبطة بالغابات الحضرية والمحيطة بالمدار الحضري. وسيتم توزيع هذا الدليل بشكل واسع على عدة شركاء مؤسساتيين للمندوبية السامية إضافة إلى مجموع أطرها التقنييين. ويتضمن هذا الدليل تذكيرا بأهمية الحفاظ على طبيعة الأصناف الغابوية من خلال اقتراحات لتجهيزات بسيطة تحترم الوسط الطبيعي، كما يقصي كل تجهيز من شأنه تغيير الأوساط الغابوية إلى حدائق عمومية أو متنزهات حضرية. وأكدت المندوبية السامية أن الحماية المستدامة للغابات الحضرية والمحيطة بالمدار الحضري تستدعي لا محالة تدخل جميع الفاعلين للعمل، من خلال قواعد الحكامة الجديدة، على إدماج هذه الغابات كعنصر بنيوي للمدن يستجيب للصالح العام. وفي هذا الإطار، فإن الهدف الأساسي للمندوبية السامية للمياه والغابات هو ضمان وقاية واستمرارية الأوساط الغابوية الحضرية والمحيطة بالمدار الحضري عبر تنظيم استقبال العموم في الغابات ومنع دخول السيارات ورمي المهملات والنفايات تحت الغطاء الغابوي. وأشار المصدر إلى أنه تم الانتهاء من تهيئة حوالي 12 غابة حضرية ومحيطة بالمدار الحضري وأصبحت قابلة للولوج في ضواحي مدن وجدة وفاس ومكناس والداخلة وأكادير، في حين يتم حاليا تجهيز 23 غابة حضرية ومحيطة بالمدار الحضري في عدة أقاليم. وتكلف أشغال تهيئة هذه الغابات 50 مليون درهم ممولة من قبل المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر خلال سنتي 2009 و2010، وتهم مساحة تقدر ب 14 ألف و723 هكتار.