حذرت صحيفة "آخر لحظة" السودانية من أن استمرار الوضع على ما هو عليه بخصوص قضية الصحراء، سيعرض منطقة شمال افريقيا ومعها منطقة الساحل والصحراء لتنامي أعمال التطرف . وأكدت الصحيفة أن استمرار هذا الوضع سيؤدي كذلك إلى لجوء المزيد من الشباب للمنظمات الارهابية ولاسيما من شبان مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر الذين انسدت أمامهم الأبواب بسبب الحصار الذي يفرضه عليهم "البوليساريو" ومن وراءه، مشددة على أن الأمر "يفرض على الجميع التفكير في الحل وإلا فإن ناره ستكوي الجميع". وقال الكاتب والمحامي أحمد عثمان محمد المبارك، في مقال بعنوان "البوليساريو : تآكل وتناقض وانهيار"، خصصه لتحول "البوليساريو" إلى دعم الارهاب في المنطقة على ضوء التقرير الأخير الذي أصدره المعهد الأوروبي للدراسات الاستراتيجية، إنه أمام الحقائق التي أورد بعضها هذا التقرير، يتبين أن "الظروف الدولية الحالية، سواء اقتصاديا أو عسكريا أو أمنيا أو سياسيا، أصبحت تحتم إصرارا أكثر من المجتمع الدولي على العمل من أجل إيجاد حل سياسي تفاوضي متوافق بشأنه للنزاع حول الصحراء الذي طال أمده". وأكد على ضرورة أن يأخذ هذا الحل المنشود بالحقوق المشروعة والتاريخية للمغرب، الذي أثبت على الدوام حرصه عل إيجاد حل لهذا النزاع المتعلق بوحدته الترابية للالتفات إلى بناء الفضاء المغاربي. وذكر في هذا السياق، بالمبادرة التي أعلن عنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2006 والتي قدمها المغرب للامم المتحدة في أبريل 2007، والتي تخص تمكين ساكنة جهة الصحراء من حكم ذاتي موسع في اطار السيادة المغربية بشكل يحفظ لسكان هذه الجهة خصوصيتهم الثقافية والاقتصادية والاجتماعية ويضمن للمغرب سيادته ووحدة أراضيه وسلامته الاقليمية. وفي معرض حديثه عن الإرهاب بالمنطقة، أشار كاتب المقال، استنادا إلى التقرير ذاته، إلى بدء تشكل مجموعة مرتبطة بتنظيم "القاعدة في المغرب الاسلامي" تدعى "إمارة الصحراء" في جنوبالجزائر، وتضاعف عمليات اختطاف الغربيين، مما شكل ظاهرة اتسم بها الإرهاب في شمال افريقيا. وبخصوص تضاعف المؤشرات على العلاقة بين "البوليساريو" وتنظيم "القاعدة في المغرب الاسلامي"، أوضح صاحب المقال أن أولى المؤشرات تعود إلى عام 2003 عندما اعتقلت الأجهزة الأمنية الموريتانية أحد الناشطين في جبهة "البوليساريو" بتهمة سرقة مواد متفجرة، الأمر الذي جعل المراقبين ساعتها يتساءلون عن دور هذه الأخيرة في دعم بعض الحركات المتطرفة في منطقة الساحل، بالإضافة إلى الاشتباه في تورطها في بعض العمليات التي أقدم عليها تنظيم "القاعدة في المغرب الاسلامي". ولم يستبعد التقرير، تضيف الصحيفة السودانية، أن تعمد هذه الحركات الى استقطاب بعض الشباب في صفوف "البوليساريو" مستغلة في ذلك حالة البؤس التي تعيشها المخيمات والاحباط المتنامي في صفوف ساكنتها نظرا لانسداد آفاق حل النزاع حول الصحراء وضعف المساعدات الغذائية التي توزع على سكان المخيمات بسبب تلاعب قيادة "البوليساريو" بجزء مهم منها.