الاتحاد الأوروبي ومجموعة "أوراليا" للاستشارة المكلفة بالعلاقات المؤسساتية والشؤون العامة الأوروبية يروم أساسا مواكبة المقاولات البلجيكية والأوروبية المهتمة بالاستثمار في المغرب. ويلتزم الطرفان، بموجب هذا البروتوكول، بتبادل المعلومات ذات الطابع التنظيمي والتقني والاستراتيجي الكفيلة بتثمين عمل وفعالية وصورة مختلف الشركاء في بلجيكا والاتحاد الأوروبي والمغرب. وينص البروتوكول أيضا على مساعدة المقاولات الأعضاء في الغرفة، سواء البلجيكية أو الأوروبية أو المغربية، في مجال اليقظة السياسية والتنظيمية، مع مواكبة المقاولات من زبناء مجموعة "أوراليا" الراغبين في التعرف على السوق المغربية والاستثمار أو التطور فيها. ويلتزم الجانبان أيضا بتنظيم تظاهرات بشكل مشترك من أجل بث الدينامية في علاقات الأعمال والاستثمارات والشراكات الأورو-مغربية والعربية، عبر الاستفادة بشكل متبادل من الشبكات والعلاقات لدى أصحاب القرار من الدرجة الأولى في أوروبا والمغرب والعالم العربي. وينص البروتوكول، الممتد لسنتين قابلتين للتجديد بشكل ضمني، أيضا على التفاوض حول التكاليف المرتبطة بكل مهمة على حدة على أساس تنافسي ومربح ومنصف للشريكين معا. وقد أعرب سفير المغرب في بلجيكا السيد سمير الظهر، في كلمة بالمناسبة، غن ارتياحه لإبرام هذه الشراكة التي تعزز بشكل أكبر روابط التعاون الاقتصادي بين المغرب، من جهة، وبلجيكا والاتحاد الأوروبي، من جهة أخرى. وبعد إعطاء لمحة حول مختلف الأوراش والإصلاحات التي شرع فيها المغرب، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في جميع المجالات، دعا السيد الظهر الفاعلين الاقتصاديين البلجيكيين والأوروبيين إلى اغتنام فرص الأعمال التي تختزنها المملكة في العديد من قطاعات الأنشطة. وأبرز السفير بهذا الصدد الاستقرار السياسي والاقتصادي للمغرب الذي يسهل، بفضل اتفاقيات التبادل الحر المتعددة المبرمة مع عدة بلدان، الولوج للأسواق العالمية ويتميز بالخصوص باقتصاد حر وموارد طبيعية واستراتيجيات قطاعية، فضلا عن نظام جبائي جذاب. وذكر الدبلوماسي المغربي، من جهة أخرى، بالروابط العريقة التي تجمع المغرب وبلجيكا، داعيا رجال الأعمال بالبلدين إلى المزيد من المساهمة في تعزيز هذه العلاقات الثنائية. ومن جانبه، أشار رئيس الغرفة المغربية للتجارة والصناعة بلجيكا-الاتحاد الأوروبي السيد عبد الله هاني إلى أن توقيع هذا البروتوكول يندرج تماما في إطار العلاقات التي تم تطويرها بين المغرب، من جهة، وبلجيكا والاتحاد الأوروبي، من جهة أخرى. وقال إن هذه الشراكة الجديدة، التي ستمكن لا محالة من ترسيخ علاقات عريقة، ستوفر المزيد من الأدوات للمقاولات المغربية والأوروبية قصد تسهيل ولوجها المتبادل للأسواق والاستثمارات وضمان حلقات ربط جديدة للنمو. وطمأن السيد هاني الفاعلين الاقتصاديين، سواء المغاربة أو الأوروبيين أو البلجيكيين، بأن الغرفة لن تدخر جهدا لمواكبتهم على مستويات الإدارة والاستشارة والتكوين والمواكبة والمساعدة والتدبير والتحكيم والتواصل والافتحاص. وأوضح أن الغرفة تضطلع بمهام الإدارة والتنظيم والتدبير والاستشارة والمواكبة والخبرة والوساطة والتفاوض في ارتباط مع أهداف النهوض الاقتصادي والتجاري والصناعي والخدماتي لفائدة أعضائها ومنخرطيها. ومن جهته، أكد رئيس مجموعة "أوراليا" السيد برونو دوبون أن المجموعة قررت إبرام هذا البروتوكول مع المغرب لأن الأمر يتعلق ببلد يعرف تطورا "في غاية الأهمية" على مستويات عديدة. وأضاف أن هذه الشراكة ستمكن المقاولات المغربية على الخصوص من تحديد الحاجيات والموارد بهدف وضع مخطط عمل واضح يخول لها الاستفادة من المحيط الأوروبي وفهم المبادرات التنظيمية والسياسية الأوروبية وإحداث شراكات استراتيجية في أوروبا وتحديد مشاريع التمويل الأوروبية. ومن ضمن القطاعات العديدة المعنية بذلك، البنوك والخدمات وتكنولوجيا الإعلام والملكية الفكرية والبيئة والنقل والصناعة الغذائية والصحة والتجارة الخارجية والصناعة. وذكر السيد دوبون بأن الشركة الفرنسية للاستشارة (أوراليا)، التي أحدثت سنة 1993 في بروكسيل، تركز اهتمامها بالأساس على الشؤون الأوروبية وتعتمد على فريق من المستشارين الخبراء حسب قطاعات النشاط الاقتصادي، موضحا أنها تضم شبكة من الشركاء في لندن وفيينا ووارسو وبكين. وتميز حفل التوقيع بتقديم شهادات لمستثمرين بلجيكيين وأوروبيين نجحوا في مشاريعهم بالمغرب في العديد من المجالات وخاصة السياحة والطاقات المتجددة وصناعة الطيران.