أنجرة، منذ إطلاق المبادرة في 18 ماي من سنة 2005. وأوضحت معطيات للسلطات المحلية بالإقليم أن المبادرة ساهمت بأزيد من 34 مليون و 580 ألف درهم من هذا الغلاف المالي، بينما عبأ بقية الشركاء في المشاريع المستفيدة من الدعم، التمويل اللازم لتنفيذ هذه البرامج الاجتماعية. وفي هذا الصدد، قال عامل إقليمالفحص أنجرة السيد محمد بن ريباك، في كلمة خلال لقاء خصص لتقديم حصيلة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في الاقليم، وذلك بمناسبة الذكرى الخامسة لاطلاقها، إن "مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية بالبشرية بالإقليم شكلت دور الرافعة من خلال حث الشركاء على تعبئة استثمارات إضافية لإنجاز مشاريع تنموية لساكنة المنطقة". وقد استفاد من مجموع هذه المشاريع ما يقرب من 64 ألفا و640 شخصا، تمثل النساء من بينهم 40 في المائة، ما يبرز حجم الاهتمام بالنهوض بوضعية النساء في هذا الإقليم، الذي يغلب عليه الطابع القروي. أما بخصوص الأنشطة المدرة للدخل، فقد أنجز خلال هذه الفترة 27 مشروع لفائدة ساكنة المناطق القروية، عبر تنفيذ مشاريع منتجة تهم، على الخصوص، تربية المواشي والنحل، وتسويق المنتجات الغذائية، وغرس الأشجار المثمرة، وتطوير الفلاحة السقوية، بالإضافة إلى دعم الصيادين التقليديين. وأوضح السيد بنريباك أن التصور الذي حكم اختيار المشاريع التي استفادت من دعم المبادرة الوطنية، كان يتمثل في "ترسيخ مبدأ المسؤولية والاعتماد على النفس لدى الساكنة، والمشاركة في التسيير". وبلغ عدد المشاريع المنجزة في مجال دعم البنيات التحتية والخدمات الأساسية، 25 مشروعا، انصبت بالأساس على دعم قطاع التربية الوطنية (التعليم الأولي والتشجيع على التمدرس)، وتأهيل المؤسسات التعليمية ودعم تمدرس الفتيات. كما ساهمت المبادرة الوطنية في تجهيز خمسة مراكز صحية، وإنجاز أشغال تكميلية بدار للولادة، واقتناء نظارات طبية لفائدة 250 تلميذا وتلميذة من الأسر المعوزة، وتنظيم قافلة طبية لفائدة ثلاثة آلاف امرأة وطفل، وتكوين 14 عونا صحيا لتقديم الخدمات الطبية الأولية. وعلى مستوى دعم البنيات التحتية، ساهمت المبادرة في فك العزلة عن العشرات من القرى بالجبال المنتشرة بالإقليم من خلال تهيئة المسالك والجسور، لإدماج هذه المناطق في النسيج السوسيو اقتصادي بشمال المغرب. كما استفادت جمعيات المجتمع المدني من 26 مشروعا في إطار المبادرة همت، على الخصوص، التنشيط الثقافي والرياضي عبر بناء ملاعب رياضية للقرب ودور شباب وتجهيزها، ومن المنتظر أن يتم تغطية كافة جماعات الإقليم بهذه المركبات الثقافية والرياضية خلال السنة المقبلة. وأولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم عناية خاصة لدعم مؤسسات الرعاية الاجتماعية، إذ ساهمت في إنجاز 19 مشروعا، من بينها بناء دور الطالب والطالبة، وتجهيز مقرين لدعم الأنشطة المدرة للدخل لفائدة المعطوبين والمقعدين. وأكد عامل الإقليم أن المكتسبات المحققة، خلال الخمس سنوات الماضية، ستمكن من "تقوية وتعزيز الإحساس بالمواطنة والحكامة الجيدة وتكريس ثقافة المشاركة واحترام كرامة الإنسان والاستمرارية".