أكد والي ديوان المظالم السيد امحمد العراقي، اليوم الاثنين بالرباط، أن التعاون والتنسيق بين مؤسسة ديوان المظالم، والهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بفلسطين من شأنه تقوية "تجربتنا في مجال حقوق الإنسان ونصرة مبادئ العدل والإنصاف". وأضاف السيد العراقي، خلال جلسة عمل مع وفد من الهيئة يقوم حاليا بزيارة عمل للمغرب، أن هذه الزيارة تكتسي أهمية كبيرة لدعم التواصل والتعاون بين المؤسستين وترسيخ العلاقات بين البلدين وفقا للتوجيهات الملكية السامية، معبرا عن استعداد ديوان المظالم للمساهمة في دعم تجربة الهيئة الفلسطينية، ولاسيما من خلال إشراكها في الدورات التكوينية التي ينظمها في مجال الوساطة والاستفادة من خبراتها وتجاربها في مجال معالجة الشكايات. واعتبر والي المظالم أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لبحث سبل تطوير التواصل والتنسيق في مجال استقبال شكاوى المواطنين ومعالجتها وتوفير الضمانات الأساسية لإحقاق الحقوق وتكريس مبادئ العدل والإنصاف، وبالتالي المساهمة في تعزيز دعائم دولة القانون. وأضاف أن المؤسستين تتوخيان تحقيق نفس الأهداف وتواجههما نفس التحديات سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، وخاصة إشاعة ثقافة حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية. وذكر بأن مؤسسة ديوان المظالم تتدخل أيضا كقوة اقتراحية للإصلاح الإداري والقضائي والتشريعي وتتميز بدورها التوفيقي لتسوية النزاعات بين المواطنين والإدارة. وشدد في هذا الإطار على مساهمة مؤسسات الوساطة والأمبودسمان والمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في التربية على حقوق الإنسان والحرص على حمايتها، وإرساء قواعد الحكامة المواطنة على مختلف الاصعدة، وخاصة في ما يتعلق بعلاقات المواطن بالسلطة، مشيرا إلى أن هذه المهام لها تأثير إيجابي على إحلال السلم الاجتماعي وتشجيع التعايش الديني والثقافي والحضاري. وأشار إلى أن هذه الانشغالات تعتبر من بين الحوافز الأساسية التي دفعت إلى تأسيس فضاء متوسطي يساهم في التقريب بين الشمال والجنوب، عبر اللقاءات والحوارات التي تكون لها انعكاسات إيجابية على تحسين العلاقات بين الدول. من جانبه، أكد السيد ممدوح العكر المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بفلسطين، أنه من خلال متابعة تجربة ديوان المظالم يتبين أن هناك الكثير مما يمكن الاستفادة منه سواء في ما يتعلق بهيكلته وآليات عمله وكيفية متابعة الشكاوي والتظلمات. وأوضح أن الهيئة تقوم بدور مزدوج يتمثل في دور الوسيط من خلال تلقي الشكاوى (الأمبودسان) ودور تعزيز حقوق الانسان، مبرزا أن هذه الزيارة تشكل فرصة للاطلاع على التجربة المغربية في هذا المجال والاستفادة منها. وبخصوص الدعم الذي يقدمه جلالة الملك محمد السادس لفلسطين بصفة عامة وللقدس بصفة خاصة، قال السيد العكر إن مبادرات جلالة الملك على أرض الواقع بفلسطين، وخاصة بالقدس المحتلة تجسد الاهتمام والدعم الذي ما فتئ يوليهما جلالته للشعب وللقضية الفلسطينية.