انطلقت، أمس الجمعة ببوزنيقة، أشغال المؤتمر التأسيسي لحزب اليسار الأخضر،بحضور نحو 800 مؤتمر قدموا من مختلف جهات المملكة. وعرفت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي تدوم أشغاله ثلاثة أيام، والمنعقد تحت شعار" مغرب المواطنة والأمان ممكن"، حضور ثلة من الفعاليات السياسية والجمعوية والنقابية الوطنية، فضلا عن ممثلي بعض أحزاب الخضر بعدد من الدول الأوروبية. وأشارت الوثيقة السياسية للحزب التي تم توزيعها على الصحافة قبيل انعقاد الجلسة، إلى أن هذه الهيئة السياسية الجديدة تستمد مبادئها، بالخصوص، من القيم الاجتماعية والثقافية للفكر الاشتراكي ومبادئ الفكر البيئي للخضر ومناصري البعد الإيكولوجي في العالم، والديموقراطية في جميع أبعادها، وكذا مبادئ الفكر الحداثي وقيم العقلانية في بعدها الإنساني والكوني. ومما جاء في الوثيقة، أن الإختيارات التنظيمية للحزب ترتكز بشكل خاص على الإعتراف بالتعدد والتنوع والإختلاف من خلال دعم الجهوية في تدبير شؤون الحزب، واعتماد مناهج التنمية الذاتية وتنمية الكفاءات وتبادل التجارب والخبرات، كما تروم توحيد جهود الإيكولوجيين والديموقراطيين والحداثيين بما يخدم المصالح الحيوية للوطن وضمان الكرامة الإنسانية. وأبرز مشروع الورقة الإطار للحزب، أنه يراهن أساسا على التنمية المستدامة ورفع التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية، وبناء تعاقدات سياسية سليمة ومتينة بغية تدبير شؤون الدولة والمجتمع، كما يتوخى القيام بالتدبير العقلاني للتوازنات السياسية لنصرة قضايا الوطن ودعم مسار التحول الديموقراطي الحداثي للدولة والمجتمع. وفي سياق آخر، أوضحت نفس الوثيقة أن الحزب يهدف إلى المساهمة في تعزيز مقومات التكامل المغاربي وترسيخ السيادة المغربية على كامل التراب الوطني، وتعزيز التماسك الاجتماعي والتضامن بين كافة المواطنين ومختلف الجهات. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قبيل انعقاد أشغال الجلسة الافتتاحية، قال السيد محمد فارس، المنسق العام للجنة التحضيرية لحزب اليسار الأخضر، إن إحداث الحزب يأتي في سياق يطبعه ازدياد الوعي بأهمية المحافظة على البيئة وصيانة المنظومة الإيكولوجية على الصعيدين الوطني والدولي، مشيرا إلى أن انخراط المملكة في هذه الدينامية العالمية يتطلب تعبئة مجتمعية وازنة تشكل الأحزاب السياسية أهم ركائزها. وأضاف السيد فارس أن فلسفة الحزب تقوم على المطالبة بإدماج البعد البيئي في كافة السياسات العمومية المنتهجة من طرف الدولة، والعمل على جعل صيانة المنظومة البيئية هاجسا أساسيا لمختلف الفاعلين السياسين والاقتصاديين على حد سواء. ومن جهته أوضح السيد عمر الزايدي، النائب الأول للمنسق الوطني للجنة التحضيرية، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أن الحزب الجديد يهدف إلى تأسيس ممارسة حزبية تقوم على مقاربة علمية تربط بين التنظير الحزبي والعلوم المادية بمختلف تجلياتها، مشيرا على أن حزب اليسار الأخضر يتطلع إلى اعتماد بعد تدبيري فيدرالي قوامه مكاتب جهوية ذات اختصاصات وصلاحيات موسعة. ويذكر أن أشغال المؤتمر التأسيسي لحزب اليسار الأخضر، الذي أعلن عن ميلاده في 7 يوليوز 2008، تتواصل من خلال تنظيم مجموعة من الورشات وثلاث جلسات عامة يتم خلالها انتخاب مختلف هياكل الحزب.