سيطلق الروس قبل نهاية أكتوبر المقبل قمرا صناعيا دقيقا سيقوم باستكشاف قطاعات واسعة من الأرض، وكل هذا ليس بالشيء الجديد، لكن ما يجعل هذا القمر الصناعي هاما هو أن الدولة التي تطلق موسكو الصاروخ لحسابها هي إيران. ومع إطلاق طهران قمرا صناعيا العام الماضي وتخطيطها لإطلاق آخر خلال الأسابيع القليلة المقبلة فإنها أصبحت العضو الجديد في نادي الفضاء الدولي. والسؤال الآن المطروح في واشنطن وعواصم أخرى هو ما إذا كانت جهود إيران هي باختصار جزء من سعيها لتطوير تقنيتها العسكرية، تضاف إلى مساع أخرى تهدف إلى تطوير برامجها العسكرية. ويثير برنامج إيران الفضائي المبتدئ قلقا بين الخبراء والمحللين الغربيين. إذ في الوقت الذي تم التركيز فيه حاليا على ما إذا كانت إيران تسعى بشكل سري لامتلاك أسلحة نووية يقول المحللون إن إطلاق هذه الأقمار الصناعية تشير إلى مرحلة جديدة في مساعيها المتنامية لإتقان عدد من التكنولوجيات المتطورة بما فيها الصواريخ والأقمار الصناعية. وقال جون نيغروبونتي مدير وكالة الاستخبارات القومية إن مخاطر امتلاك طهران «سلاحا نوويا وقدرتها على إدماجه مع صواريخها البالسيتية» هي سبب «لقلق مباشر». ولإيران صواريخ قادرة على قطع مسافة 1000 ميل أو قادرة للوصول إلى إسرائيل حسبما قال نيغروبونتي. وأضاف أن لإيران أكبر مستودع من الصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط. ويقدر مسؤولو الاستخبارات الأميركيون أن إيران قد تكون قادرة على امتلاك صواريخ عابرة للقارات، تصل الى السواحل الشرقية لاميركا قبل انتهاء عام 2015 والقلق هو أن تتمكن إيران ذات يوم من تحويل هذا التقدم صوب أهدافها الذرية. وقال الدكتور جون شيلدون المحلل في مركز الدفاع والأمن العالمي في بريطانيا "قد يبدو مغريا إهمال الجهود الإيرانية، لكن إيران قد أظهرت استمرارا وصبرا يشير إلى أنها مستعدة لأن تلعب لعبة طويلة الأمد من أجل تحقيق طموحاتها". وقال الدكتور أنتوني كوردسمان المحلل السياسي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن «المسألة الأساسية هي أنهم يمتلكون أدوات معززة ضخمة في طور التشكل». وقال إن رهان طهران لتطوير صاروخ جديد وتكنولوجيات خاصة بالفضاء قد لا يكون حاليا أكثر من استكشاف خيارات التكنولوجيا، وهي في بعض الأوقات بدت متواضعة مثلما هو الحال مع جهودها الأخيرة لإطلاق أقمار صناعية تجريبية. وقال الدكتور كوردسمان "ذلك لا يعني أن ما هو كامن يجب التقليل من أهميته. نحن نعرف هذه البلدان قادرة على إنجاز مفاجآت تكنولوجية".