شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عشية بدء المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين على أن قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية لن يستمر بعد ال26 من الشهر الجاري، في حين كشفت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية عن إمكانية البدء في بناء 13 ألف وحدة سكنية بحلول هذا التاريخ، كما جدد نتنياهو مطالبته للفلسطينيين بالاعتراف بيهودية إسرائيل مقابل حصولهم على دولة مستقلة. وأكد خلال استقباله مبعوث الرباعية للشرق الأوسط توني بلير في القدس، أن تجميد البناء بالمستوطنات لن يستمر بعد تاريخ 26 سبتمبر/أيلول، لكنه قال إن إسرائيل لن تبني عشرات الآلاف من الوحدات السكنية بالمستوطنات. وقال نتنياهو "نحن لن نبني عشرات آلاف الوحدات السكنية التي تنتظر جميعها المصادقة عليها، لكن بالمقابل فإننا لن نجمد حياة سكان الضفة الغربية ولن نجمد البناء". ودعا نتنياهو الفلسطينيين إلى عدم وضع شروط مسبقة للتقدم في المفاوضات التي يفترض أن تستأنف في شرم الشيخ غدا، وقارن بين مطلب الفلسطينيين بتجميد الاستيطان، ومطالبته لهم بالاعتراف بيهودية إسرائيل، وقال "أنا لا أضع الاعتراف بإسرائيل على أنها الدولة القومية اليهودية شرطا مسبقا، ولا أقول إنه إذا لم يحدث هذا فإنني سأنهض وأغادر محادثات السلام، وبشكل مشابه فإنه ليس منطقيا أن يضع الفلسطينيون شرطا مسبقا ويهددون بترك المحادثات". يذكر أن نتنياهو كان قد جدد أمس تمسكه بشرط موافقة الفلسطينيين على ما أسماه يهودية دولة إسرائيل للاعتراف بدولة مستقلة لهم، وهو الأمر الذي أكدت السلطة الفلسطينية رفضها التفاوض بشأنه. في هذه الأثناء أعلنت قيادة المستوطنين عن معارضتها لما تسميه التجميد الجزئي وهددت بأن خطوة كهذه ستؤدي إلى نهاية ولاية نتنياهو. ونقل موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني عن رئيس مجلس المستوطنات داني ديان قوله إنه يتوقع من نتنياهو أن يلتزم بالتعهد الذي أطلقه قبل عشرة أشهر بشأن تعليق البناء الاستيطاني. وكان نتنياهو قد أعلن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن قرار حكومته تعليق البدء في أعمال بناء جديدة بمستوطنات الضفة الغربية لمدة عشرة شهور تنتهي بعد نحو أسبوعين، لكن خلال هذه الفترة تم بناء مئات الوحدات السكنية الجديدة بالمستوطنات منها تلك التي تم البدء في تنفيذها قبل إعلان نتنياهو وأخرى صادقت عليها الحكومة. في خضم هذه المواقف رفضت إسرائيل استقبال وزراء خارجية أوروبيين كانوا يخططون لزيارة إسرائيل والسلطة الفلسطينية الخميس المقبل لدفع عملية السلام. وقال مراسل الجزيرة بالقدس إلياس كرام إن إسرائيل عزت قرارها إلى أن الزيارة تتزامن مع يوم الغفران، مضيفا أن تل أبيب طلبت تأجيل الزيارة إلى وقت لاحق. لكن مصدرا مطلعا بوزارة الخارجية الإسرائيلية اعتبر أن السبب الحقيقي للرفض هو تفادي الضغط بشأن تجميد الاستيطان. وحدات استيطانية وفي تطور هام كشفت حركة السلام الآن الإسرائيلية المناهضة للاحتلال والاستيطان أنه بحلول فترة تجميد الاستيطان سيكون في الإمكان بناء 13 ألف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، من بينها 2066 وحدة سكنية في 42 مستوطنة في الإمكان البدء في بنائها فورا، حيث إنها حصلت على تصاريح بناء نهائية. ووفقا للحركة فإنه على ما يبدو توجد مئات الوحدات السكنية الإضافية التي حصلت على تصاريح نهائية لكن لم يتم حتى الآن تجهيز الأرض للبدء في تنفيذها، كما يوجد نحو 11 ألف وحدة سكنية تمت المصادقة عليها بصورة نهائية، ويتوقع أن يتم بناؤها في المستقبل وهي ليست بحاجة إلى مصادقة الحكومة عليها مرة ثانية. كما كشف تقرير الحركة عن وجود نحو 25 ألف وحدة سكنية، ما زالت في مراحل التخطيط التي صادقت عليها الحكومة الإسرائيلية في الماضي. وبتمسكه بالاستيطان فإن نتنياهو يواصل تجاهله للمطالب الأميركية والفلسطينية والدولية، لتقديم تنازلات في سبيل فتح الطريق أمام السلام بالمنطقة. وكان نتنياهو قد عبر للرئيس الأميركي باراك أوباما عن اقتناعه بإمكانية توصل إسرائيل والفلسطينيين إلى اتفاق سلام في إطار ال12 شهرا التي حددتها واشنطن. زيادة الهجمات من جهة أخرى قال رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) يوفال ديسكين خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي إن الهجمات ضد أهداف إسرائيلية ستتصاعد بموازاة تطور المفاوضات، وقال إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تسعى لإفشال المفاوضات المباشرة. وتوقع ديسكين أن تشهد الفترة القليلة المقبلة تصاعدا في الهجمات الفدائية، مؤكدا أن هذه ليست مجرد تقديرات، بل هي توقعات مدعومة بمعلومات تحذيرية ملموسة، مشيدا بجهود أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لوضع حد لهذه الهجمات.