أقال الرئيس التونسي وزير داخليته وانتشرت قوات الجيش في وسط مدينة تونس اليوم الاربعاء بعد أن امتدت موجة الاضطرابات -التي قال مسؤولون انها اسفرت عن مقتل 23 شخصا- لاول مرة الى العاصمة. وقال رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي اليوم ان رئيس البلاد زين العابدين بن علي، عين وزيرا جديدا للداخلية وأمر بالإفراج عن كل المحتجزين في موجة الاحتجاجات العنيفة. وأضاف الغنوشي متحدثا في معرض ندوة صحفية أن الرئيس أمر بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الفساد وممارسات بعض المسؤولين. وعين أحمد فريعة وهو أكاديمي سابق ووزير دولة ،وزيرا جديدا للداخلية. وقال شهود عيان في بلدة اقليمية شهدت بعضا من أسوأ الاشتباكات ان حشدا كبيرا من المواطنين تجمعوا مطالبين باستقالة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ،وان الشرطة كانت غائبة عن مكان الاحتجاج. ويقول المحتجون انهم يطالبون بوظائف وانهم غاضبون بسبب الفساد وما يقولون انها حكومة قمعية؛ لكن الرئيس يقول ان الاحتجاجات استولت عليها أقلية من المتطرفين الذين يعتنقون العنف ويريدون تقويض تونس. وتستمر الاحتجاجات منذ ما يقرب من شهر هي الأسوأ في تونس منذ عقود. وتراقب دول عربية أخرى الموقف في البلاد عن كثب خشية اندلاع اضطرابات اجتماعية. وفي اقوي بيان أمريكي لهجة، عن الأحداث حتى الآن، قال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية ان واشنطن "تشعر بقلق بالغ من أنباء عن استخدام مفرط للقوة من جانب الحكومة التونسية". وذكر مراسل "رويترز "ان عربتين عسكريتين وقفتا أمام السفارة الفرنسية بينما جاب جنديان مسلحان الشارع. وعلى بعد مسافة قليلة من وسط مدينة تونس وقفت عربتان من طراز "هامفي" عند مدخل مبنى التلفزيون الحكومي بينما كان جنديان يرتديان خوذات وسترات واقية من الرصاص يقومان بدورية حراسة وهما يحملان بنادق آلية. وأطلقت الشرطة في وقت متأخر أمس الثلاثاء أعيرة نارية تحذيرية في الهواء في محاولة لتفريق حشد ينهب المباني في إحدى ضواحي العاصمة. ولم ترد تقارير عن سقوط أي ضحايا في هذه الاشتباكات. وقال مسؤولون ان وفيات المدنيين -وكلها في اشتباكات في مدن اقليمية في مطلع الاسبوع- حدثت حينما أطلقت الشرطة النار على مثيري الشغب في دفاع شرعي عن النفس. وافاد شاهدا عيان ان عدة الاف خرجوا الى الشوارع في القصرين على بعد حوالي 200 كيلومتر من العاصمة في مظاهرات احتجاجية على الحكومة وحملتها ضد المحتجين. وقال محسن نصري شاهد العيان لرويترز ان المتظاهرين كانوا يهتفون مطالبين برحيل بن علي عن الحكم. بينما قال شاهد ثان "هناك حوالي 3000 شخص هنا يحتجون... لا توجد شرطة فقد فروا الى ثكناتهم".