وصف وزير الشؤون الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس، أمس السبت بمراكش، الاتفاق الفلاحي بين المغرب والاتحاد الأوروبي، الذي يوجد قيد النقاش داخل الهيئات الأوربية، ب"الهام". وقال موراتينوس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش أشغال الدورة الثالثة للندوة الدولية حول الحكامة العالمية المنعقدة حاليا بمراكش، إن هذا الاتفاق يمثل جزءا من التقدم الذي حققه المغرب في علاقاته مع الاتحاد الأوروبي. وفي هذا الصدد، أكد موراتينوس دعم إسبانيا لكل المبادرات الرامية إلى المساهمة في تعميق العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوربي، والتي سبق أن توجت بالوضع المتقدم الذي منحه الاتحاد للمملكة المغربية. وأبرز المسؤول الإسباني أيضا الطابع الاستراتيجي للتعاون بين المملكتين، مشيرا إلى أن نائبة رئيس الحكومة الإسبانية السيدة ماريا تيريسا فيرنانديث دي لافيغا ،ستقوم بزيارة إلى المغرب في شهر يناير المقبل للتمهيد للأعداد مع الجانب المغربي لترتيبات اللجنة العليا المشتركة. ومن جهة أخرى، أكد موراتينوس أن إسبانيا تترقب ب"أمل كبير" جولة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، إلى المنطقة في الأيام المقبلة، معربا عن ثقته بأن هذه الجولة ستساهم في إيجاد حل لقضية الصحراء. وأضاف أن هذه القضية كانت في صلب المباحثات التي أجراها مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري بالمدينة الحمراء. وأشار إلى أن مباحثاته مع الفاسي الفهري والتي تناولت أيضا التعاون الثنائي، تأتي بعد اللقاء الذي جمع بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية السيد خوصي لويس رودريغث ثباطيرو، خلال شهر سبتمبر الماضي بنيويورك على هامش الدورة العامة للأمم المتحدة. إلى ذلك وصل اليوم إلى الجزائر، كريستوفر روس مبعوث الأممالمتحدة إلى الصحراء، ضمن إطار جولة جدية يزور خلالها على التوالي الجزائر ومخيمات تندوف الخاضعة لسيطرة جبهة البوليساريو ليتوجه بعد ذلك إلى نواكشوط العاصمة الموريتانية ويختم جولته بالعاصمة المغربية. ويلاحظ أن الدبلوماسي الأممي لم يعد يتقيد بترتيب مكاني لزياراته لدول المنطقة ، فتارة يبدأ بالمغرب وأخرى بالجزائر، بينما سلك أسلافه عادة البدء بالمغرب والختم بالجزائر. وتزامنت جولة روس الجديدة مع زيارة الأمين العام بان كي مون، إلى المغرب واستقباله بالديوان الملكي من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس حيث أجريا مباحثات قالت المصادر إنها تناولت تطورات ملف الصحراء والاستقرار في منطقة المغرب العربي. وتعد جولة روس الأخيرة الرابعة منذ تعيينه في يناير عام 2009 ويسعى الدبلوماسي الأميركي إلى عقد جولة جديدة من المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع اللذين ما زالت مواقفهما متباعدة خاصة وأن جبهة البوليساريو لمحت في المدة الأخيرة إلى التهديد بالعودة إلى حمل السلاح لاستئناف القتال ضد المغرب، غير مكترثة بالتطورات والمستجدات وكذا المساعي الجارية التي عرفها ملف نزاع الصحراء الذي اندلع زمن احتدام الحرب الباردة بين المعسكرين الشيوعي والرأسمالي، في عقد السبعينيات من القرن الماضي، بينما يعيش العالم الآن أجواء العولمة وتقلص مسافات الحدود والثورة الإعلامية. ومن الصعب الحكم على مآل جولة روس الأخيرة، غير أنه يمكن القول أن السياق الذي تجري فيه غير ملائم تماما، فما زالت قضية احتجاز مصطفى سلمي، المفتش العام لشرطة البوليساريو وعدم اتضاح مصيره بعد أن قالت جبهة البوليساريو إنها أطلقت سراحه وتركته في منطقة "مهيريز" الصحراوية إضافة إلى أن عودة الصحراويين إلى المغرب مستمرة وبإيقاع مرتفع ،حيث تعلن السلطات المغربية بين الفينة والأخرى عن فرار مجموعات جديدة من مخيمات تندوف وحلولها بالوطن. وفي هذا الإطار لوحظ فرار عدد من الكوادر التي كانت تعمل في خدمة جبهة البوليساريو ومشروعها الانفصالي عن المغرب.