ندرة المياه وتأثير ذلك على التربة، وظهور ظاهرة التصحر واستفحالها في العالم الإسلامي، واللجوء إلى طرق أفضل لمجابهة الكوارث الطبيعية، كانت من بين أهم المحاور التي طرحت على وزراء البيئة في العالم الإسلامي خلال اليوم الأول من المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء البيئة، الذي بدأت أشغاله في تونس أمس، وذلك بمبادرة من المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمملكة العربية السعودية، بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وبالتعاون مع وزارة البيئة والتنمية المستدامة في تونس. ويشارك في المؤتمر أكثر من 44 دولة أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي و27 منظمة دولية وإقليمية. وأشرف الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، على افتتاح أعمال المؤتمر، ودعا إلى «ضرورة أن تبحث البلدان الإسلامية عن أنجع الوسائل لمواجهة ندرة الموارد المائية التي تعاني منها»، كما دعا إلى إنشاء مجلس إسلامي للمياه، ليكون مؤسسة علمية مرجعية واستشارية تختص بدراسة واقع مصادر المياه في الأقطار الإسلامية، وبناء نظام معلوماتي، وتوظيف التكنولوجيات الحديثة في تعبئتها وترشيد استغلالها. وأوصى الرئيس التونسي أيضا بأن توكل إدارة هذا المجلس إلى كفاءات قديرة من المهندسين والخبراء، وأن تتوفر له الاعتمادات المالية الملائمة. إلى ذلك، أكد الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز، مدير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية، خلال مؤتمر صحافي عقد بالمناسبة، أهمية الجهود التي تبذلها بلدان منظمة المؤتمر الإسلامي لترسيخ الثقافة البيئية ونشرها من خلال إحداث برنامج توعية يشارك فيه عدد من الإعلاميين من مختلف البلدان الأعضاء. وقال إن المؤتمر فرصة لتقديم المساعدة للبلدان الإسلامية لمجابهة متطلباتها في المجال البيئي، مبرزا الحرص على إنشاء معاهد بحوث لدراسة المشكلات البيئية المطروحة وإيجاد الحلول لها. وقال عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام ل«الإيسيسكو»، إن المؤتمر طرح قضايا وإشكاليات بيئية يشهدها العالم الإسلامي وقدم المقترحات والمشاريع التي من شأنها خدمة مصلحة البلدان الأعضاء في المنظمة. ونادى التويجري بتطوير القدرات الوطنية والجماعية لمواجهة الكوارث الطبيعية وغيرها من حالات الطوارئ على نحو أكثر سرعة وفعالية. وأضاف أنه سيتم النظر في إحداث «كرسي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز للحد من الكوارث الطبيعية»، الذي يهدف إلى القيام بدراسات علمية دقيقة مواجهة للكوارث الطبيعية، وتقديم الحلول التي يمكنها مساعدة الجهات المعنية للحد من المخاطر البيئية، كما سينظر المؤتمر في مشروع إنشاء المركز الإسلامي للمعلومات البيئية، الذي من المنتظر أن تحتضنه مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. وتطرق أكمل الدين إحسان أوغلي، الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، من جانبه، إلى ما شهدته البلدان الإسلامية من كوارث طبيعية في السنوات الأخيرة، لا سيما الفيضانات التي هزت باكستان مؤخرا، وخلفت خسائر فادحة، مبرزا دور منظمة المؤتمر الإسلامي في مد يد العون والمساعدة للبلدان الإسلامية. ودعا إلى عقد مجموعة من المؤتمرات لتدارس الأوضاع البيئية وإيجاد الحلول الكفيلة بمجابهتها والتقليص من آثارها. ومن جهته، قال نذير حمادة، وزير البيئة والتنمية المستدامة التونسي، إن العمل البيئي لا يمكن أن يكون حكرا على دولة واحدة بل هو عمل تتكامل فيه جهود كل البلدان والمنظمات الدولية والإقليمية.