دافع دبلوماسيون فرنسيون في نواكشوط عن موقف سفارة بلادهم في وجه انتقادات أطلقها طلاب موريتانيون يتهمونها بالامتناع عن منحهم تأشيرة دخول إلى التراب الفرنسي رغم استكمالهم للشروط، وفق ما ذكرته وكالة "الأخبار" الموريتانية. وقال المستشار الأول في السفارة الفرنسية في موريتانيا فرانسوا دالورسو إن التأشرة "مهما كان هدفها، ليست حقا. بل هي إذن بدخول بلد ما وتعود إلى سيادة ذلك البلد تحديد شروط منحها. ويجب أن يتضمن المقدم الشروط التي تحددها فرنسا" حسب تصريحات أدلى بها خلال مؤتمر صحافي نواكشوط. وأكد دالورسو في تصريحاته التي نقلها موقع "اكريدم" أن عامل إتقان اللغة الفرنسية "حاسم جدا جدا" في قبول الطلبات رافضا احتجاجات الطلاب الذين يقولون إنهم درسوا باللغة الفرنسية من الابتدائية وحتى الحصول على شهادة "المتريز" لتواجههم القنصلية بأنهم لا يعرفون تلك اللغة. وقال دالورسو "ليس من مهمتنا تقييم وضعية اللغة الفرنسية في موريتانيا. فموريتانيا لديها سياستها الجامعية. نحن نلاحظ الصعوبات فقط، ثم الإحصاءات (350 تأشرة من أصل 467 طلبا العام الماضي) تبيّن أنه لا يوجد رفض منهجي". ورفض دالورسو اتهامات الطلاب للسفارة بمنح التأشيرة لأبناء النافذين وقال "هناك بالفعل من يحاولون التدخل، لكننا نقتصر على المعايير، وهناك فرق بين وجود تدخل وبين النجاح". كما دافع دالورسو عن عدم إرجاع المبالغ التي يدفعها طالبو التآشر (37 ألف أوقية) معتبرا أنها "تكاليف معالجة الملفات". إلى ذلك أوضح القنصل الفرنسي العام في موريتانيا –في ذات المؤتمر الصحفي- دانيال خيمينيث أن المصالح القنصلية معنية بالتحقق من أن طلبات التأشيرة المقدمة للطلاب ذات دوافع أكاديمية بالفعل، كما تتأكد من تحقق الشروط المطلوبة لمنح التأشيبرة. وأضاف "لهذا يطلب من مصلحة الثقافة (في السفارة) إبداء رأي –بناء على اختبارات- حول مستوى إجادة الطلاب من طالبي التأشيرة للغة الفرنسية". وأشار جيمينيث إلى أن 350 طالبا من أصل 467 قد منحوا تآشر في العام 2009 فيما تم رفض 117 طلبا، وهو ما يعادل 25% من إجمالي الطلبات. فيما لم تكتمل بعد إحصائيات العام الجاري. أما المستشار المكلف بالتعان والعمل الثقافي في السفارة الفرنسية سيلفان فوركاسييه فقد أوضح أن فرنسا تسعى بالفعل إلى توسيع شعاع تأثيرها كما تسعى أيضا إلى تعزيز تعاونها مع موريتانيا. "ولهذا السبب –يضيف فوركاسييه- من الأساسي جذب أكبر قدر من الطلاب، مع الانتباه دوما لاحتمالات الرسوب التي قد تمثل عبئا إضافيا على دافع الضرائب الفرنسي" حسب تعبيره. وكان عشرات الطلاب الموريتانيين تظاهروا الأحد محتجين على ما اعتبروه محاباة تسود عمليات منح التآشر للطلاب الرغبين في الدراسة في فرنسا. واتهم الطلاب السفارة بالامتناع عن منحهم تآشر رغم استكمالهم الشروط ورفعوا شعارات من بينها "الجامعات تنتظرنا والسفارة تمنعنا".