القدس العربي – الجزائر: كمال زايت وأوضح المصدر ذاته الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن بقاء السفير المصري في القاهرة طوال الأسابيع الماضية لم يقضّ مضجع السلطات الجزائرية، التي لم يقلقها أبدا إقدام القاهرة على سحب سفيرها من أجل التشاور، في أعقاب المباراة الفاصلة التي جمعت بين المنتخبين الجزائري والمصري في أم درمان. وذكر أن السلطات المصرية سعت في وقت أول لانتزاع اعتذار أو ما شابه ذلك، إلا أن الجزائر رفضت الأمر بشدة، مؤكدة أن السفير المصري يمكنه أن يبقى في القاهرة ما شاء، وأن عودته ستتم دون قيد أو شرط، وهذا ما تم بعد أن اجتهدت السلطات المصرية في إيجاد مخرج لهذه الورطة التي وضعت نفسها فيها. واعتبر المصدر ذاته أن عودة السفير المصري إلى منصبه لا تعني بأن الجزائر قلبت الصفحة، وأنها نسيت حملة السب والشتم التي طالت الشعب الجزائري ورموزه وشهداءه، مشددا على أن العلاقات لن تعود إلى ما كانت عليه لمجرد أن القاهرة قررت إعادة سفيرها. وكانت الصحف الجزائرية قد ذكرت في أعدادها الصادرة أمس الأحد أن السفير المصري عبد العزيز شوقي سيف النصر عاد إلى منصبه السبت بعد 77 يوما من مغادرته الجزائر، بعد استدعائه من قبل الخارجية المصرية من أجل التشاور، مشيرة إلى أن عددا من مسؤولي السفارة المصرية في الجزائر كانوا في انتظاره بمطار هواري بومدين. وعلقت الكثير من الصحف على هذا الأمر، إذ كتبت 'الخبر' (خاصة) أن السلطات المصرية مطالبة 'بتبرير تصرفها الصبياني رغم أن الجزائر لم تقدم لا اعتذاراً ولا تعويضاً للسلطات المصرية، التي اشترطت ذلك لإعادة سفيرها". وتساءلت الصحيفة إن كانت القاهرة تعتبر سحب السفير وإعادته مسألة بسيطة تقدم عليها بعد خسارة مباراة أو بعد الفوز بأخرى. بينما اعتبرت صحيفة 'اليوم' (خاصة) أن استدعاء السفير في وقت سابق كان مجرد مناورة من جانب القاهرة لتهدئة الشارع المصري بعد انهزام المنتخب المصري في مباراة الفصل وفشله في التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، وهو تأهل كان يعول عليه كثيرا، حسب الصحيفة، لتمرير مخطط توريث الحكم. وقالت صحيفة 'الأحداث' (خاصة) ان عودة السفير المصري إلى منصبه معناها أن مصر تراجعت عن مطلبي الاعتذار والتعويض وراجعت حساباتها تجاه الجزائر، وان قرار عودة السفير يأتي عقب تصريح الوزير الأول أحمد أويحيى الذي وصف مطلب الاعتذار بأنه "تافه".