ولد في بلدة النخيل والتمر.. يتطلع عبر الصحارى الليبية وهو يكبر وسط أهل منطقة «وِدَّان» البسطاء.. سريعا يتعرف على الحواف المحيطة بالأرض من الخضرة الآسيوية إلى الثلوج الأوروبية.. يسمع عنه بنو وطنه للمرة الأولى حين تتسرب أخبار عن قيامه بترتيب لقاء بين اثنين من قيادات المجلس الانتقالي الليبي الذي تشكل في ربيع عام 2011 مع رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي.. يرونه يتنقل من سيارة أجرة إلى أخرى عبر بنغازي وطرابلس محاولا بنظارته الطبية السميكة ترميم وطن يشرف على السقوط.. وأخيرا يصعد الدرجات المغطاة بالبساط الأحمر وسط موجة من التصفيق.. لقد تم انتخابه رئيسا للحكومة في أخطر مرحلة تواجهها ليبيا بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وبات الآن أمام مهمة صعبة، فعليه أن يرضي كل أطراف الخلاف.. وما أكثرهم.. وترميم ما دمره القذافي.. والخروج بليبيا من عنق الزجاجة. اليوم يتحدث الشارع المنقسم على نفسه حول الدكتور علي زيدان الذي يتسم بالتعفف مثل سكان «وِدَّان» بمحافظة «الجفرة» التي يكثر فيها النخيل. لا يحب المناصب ولا الظهور الإعلامي ولا ألاعيب السياسة. حين أجرت «الشرق الأوسط» جولة في عدة مدن ليبية خلال الشهرين الماضيين لم تخل جلسة من الجلسات التي يعقدها الخصوم السياسيون من ترديد اسمه. حتى السياسيين الأجانب يبحثون عن «مستر زيدان». فمن يكون هذا الرجل؟ ويجيب في هدوء حيث يلتقي بضيوفه في فندق «ريكسوس» الشهير: «أنا ليبي وسطي». يقول حسن الأمين، رئيس لجنة الإعلام والثقافة والمجتمع المدني في المؤتمر الوطني الليبي عن علي زيدان إن عدم وجود كتلة سياسية كبيرة له داخل المؤتمر الوطني يعتبر ميزة، على الرغم من أن رئاسته لحزب، حتى لو كان حزبا صغيرا، لا تعطيه صفة الاستقلالية الكاملة. وعلى أي حال، في وبعض الأحيان، لا يكفي أن تكون نواياك طيبة لرئاسة حكومة في بلد مضطرب. ويقول عبد السلام المسماري رئيس ائتلاف ثورة 17 فبراير في بنغازي إن الأوضاع في ليبيا لم تعد تتوقف على كاريزما معينة لرئيس الوزراء، ويرى المسماري أن زيدان نقض تعهداته السابقة بأن يشكل «حكومة أزمة من المستقلين.. فلا هي حكومة أزمة بسبب كثرة وزرائها، ولا هي حكومة مستقلين بسبب استرضائه للكتل السياسية». ومع ذلك يمضي زيدان إلى الأمام محاولا تفادي أخطاء الحكومة السابقة. وأصبح من المعتاد أن تراه في حلقات النقاش هنا وهناك، في كاريزما مميزة. فهو ليس طويل القامة وليس بدينا.. شخص عادي في عامه الثاني والستين، يستريح له البعض.. يتنقل مثل أي عابر يمكن أن تلتقيه في أي مكان، لكن حين تفتح مجال الحديث يجيب بطريقة مرتبة مبنية على معلومات وعلى حقائق على الأرض. علي زيدان بكل بساطة، بالنسبة لبعض محبيه، يعرف ما يتوجب فعله لكي تمضي على الطريق الصحيح ويبحث عن مواطن الحلول لكل مشكلة.. يضع احتمالات لما يمكن أن يحدث فيعمل على مراجعة ما يجري. ينظر لجهاز التسجيل الذي يسجل معه اللقاء قبل انتخابه رئيسا للحكومة بأسبوعين ويطلب إجراء تجربة للتأكد من أن الجهاز يعمل وكأنه يعرف ما ينبغي على الصحافي أن يفعله. في فترة الثمانينات من القرن الماضي كانت صحف العالم تخرج بين وقت وآخر بأنباء عن اغتيالات غامضة لدبلوماسيين ليبيين.. حادث سير.. انتحار.. اختطاف. تشير الأصابع عادة إلى نظام القذافي الذي حكم منذ عام 1969 ولمدة 42 سنة. وفي تلك الأجواء التي وقعت فيها أيضا تفجيرات ضد مصالح ومواقع غربية؛ خاصة في أوروبا، يقرر زيدان ترك العمل الدبلوماسي في سفارة بلاده لدى الهند، وينخرط في معارضة النظام الحاكم في طرابلس. هذه تعد خطوة انتحارية بالنسبة لمن شهدوا إعدامات القذافي لمعارضيه من سياسيين وطلاب واقتفاء آثار الفارين في داخل البلاد وخارجها. ينضم زيدان في مطلع الثمانينات لجبهة الإنقاذ الليبية التي كان قادتها مبعثرين في عدة بلدان عربية وأجنبية. يتنقل من مطار إلى مطار حاملا معه الخوف وشهاداته الجامعية في الآداب التي حصل عليها عام 1975 في ليبيا، وماجستير العلاقات الدولية الذي حصل عليه أثناء استكمال دراسته العليا في الهند. يتساءل: «ومن منا لا يخاف؟ الفيصل هو الإيمان بالقضية التي يمكن أن تموت من أجلها». لم يستمر زيدان في جبهة الإنقاذ طويلا، خاصة بعد أن بدأت تدب الخلافات والشكوك بين بعض قادتها في مرحلة كانت فيها محاولات التخلص من القذافي في الداخل تجري على قدم وساق.. مرة عن طريق استهداف الديكتاتور شخصيا، ومرة عن طريق الانقلابات العسكرية الفاشلة. كانت التصفيات والمطاردات ضد المعارضين تزداد أيضا، والأمل في التغيير يبتعد. هنا يسلك علي زيدان طريقا مختلفا، هو طريق القانون من خلال تفرغه ل«الرابطة الليبية لحقوق الإنسان» التي تأسست في جنيف أواخر الثمانينات. ومع أنه كان الناطق الرسمي باسم الرابطة التي تسعى للدفاع عن حقوق الليبيين، إلا أن صوته لم يكن يصل إلى داخل البلاد إلا بالكاد، بسبب الرعب الذي كان يفرضه النظام على كل من تسول له نفسه مجرد الاستماع إلى ما تقوله المعارضة. لم يكن العالم قد عرف بعد الهواتف الجوالة ولا الإنترنت ولا الانتشار الواسع للفضائيات التلفزيونية العابرة للحدود. ظل نظام القذافي صارما ودمويا ولا يغفر لمن يتمردون عليه ويقتل خبط عشواء كما حدث في عدة قضايا؛ أشهرها لوكيربي. يقرر العالم فرض عقوبات عليه تستمر منذ سنة 1992 ولمدة نحو عشر سنوات. وحين أجبرته العزلة الدولية على الهدوء وطلب المصالحة، قدم وجها جديدا للقيام بهذا الدور هو نجله سيف الإسلام بداية من سنة 2005 حتى سقوط نظامه. هذه السنوات السبع تعد مرحلة فارقة ما زالت تلقي بظلالها على الوضع السياسي الليبي الراهن، واستفاد منها زيدان حين كان السياسيون في الأسابيع الماضية يبحثون عن شخصية ذات مواصفات محددة ليس من بينها التعامل مع النظام السابق ولا سيف الإسلام الذي كان يغري المعارضين «بالتوبة والعودة». في الليل يتجمع بعض أعضاء «المؤتمر الوطني» وأنصارهم على شاطئ بحر طرابلس. من يا ترى يمكن أن يكون رئيسا للحكومة بدلا من مصطفى أبو شاقور الذي لم يتمكن لمرتين من تقديم وزراء يرضى عنهم «المؤتمر»؟ يدور اللغط حول كثير من الأسماء إلى أن يأتي ذكر علي زيدان. لكن، قبل شهرين، لم يتمكن زيدان من الانتصار في المنافسة على رئاسة المؤتمر أمام محمد المقريف الرئيس الحالي للمؤتمر. والسبب، كما كان يدور في المناقشات، عدم انضمام علي زيدان بشكل صريح إلى كتلة أو تيار من الكتل والتيارات المتحفزة بعضها ضد بعض. وأخيرا، كما يقول أحد أعضاء المؤتمر، أصبحت استقلالية زيدان ميزة مطلوبة ليكون رئيسا لحكومة يرضى عنها الجميع. في ربيع عام 1950 يولد زيدان في محافظة الجفرة التي تبعد عن العاصمة بنحو 600 كيلومتر. ويدرك منذ وقت مبكر القيم الرفيعة لاحترام الذات باعتباره من قبيلة تنتمي للأشراف في «وِدَّان». يضطره العمل في السلك الدبلوماسي للانتقال من طرابلس إلى الهند بعد أن يكمل عقده الثالث، إلا أنه يبتعد سريعا عن نظام القذافي. يتنقل في طرق الغربة الطويلة في الخارج إلى أن يرجع في الربيع أيضا، إلى بنغازي حيث كانت ثورة «17 فبراير (شباط) 2011» تمزق أعلام القذافي الخضراء وتصنع علما ملونا جديدا لمرحلة مختلفة. في تلك الأثناء، يعود معارضون آخرون كثيرون أفواجا. كانت بنغازي مهد الثورة ومحطة تجمع خصوم القذافي القادمين بعد طول غياب لوطنهم، وكان من بينهم أحد الأصدقاء القليلين المقربين من زيدان طيلة سنين، وهو المعارض المخضرم منصور سيف النصر المعروف بوقوفه ضد القذافي منذ بداية حكمه. يضع زيدان نفسه في خدمة مرحلة جديدة آخذة في التشكل من خلال المجلس الانتقالي الذي كان يرأسه المستشار مصطفى عبد الجليل. ولا ينسى له الثوار والعديد من القيادات التي انخرطت مبكرا في الثورة مجهوداته لانتزاع الاعتراف الدولي بالمجلس وجلب الدعم للتصدي لكتائب القذافي التي كانت تحاصر مدن الوسط والغرب وتقصف البيوت بالصواريخ والطائرات. يرفض زيدان الانضمام لعضوية المجلس الانتقالي لأسباب لا يفصح عنها. ربما كان يريد أن يواصل استقلاليته، وأن يستمر رجلا غير محسوب على أي جهة. وبعد طول عناء وانتظار، يتم الإعلان عن تحرير البلاد من نظام القذافي في خريف العام الماضي، ويتنفس علي زيدان الصعداء وهو يطل بعينيه مجددا على نخيل بلدته «وِدَّان»، لكنه يبدأ في التفكير في العودة لحياته التي اعتادها لأكثر من عشرين سنة في ألمانيا التي يتقن لغتها. يحتفظ زيدان بجنسيته الليبية خالصة «دون ازدواج».. هذا في حد ذاته ميزة ستظهر قيمتها حين يبدأ البعض يعترض على تولي مزدوجي الجنسية موقع رئيس الوزراء، كما حدث مع أبو شاقور. زيدان متزوج وزوجته من بلدة «ودان» أيضا، وكانت تقيم معه في الخارج، كما أن أولاده (ولدان وبنتان) لديهم حنين يجري في العروق للصحراء والتمر رغم أنهم خرجوا للدنيا في بلاد المطر والثلج. تشبث به الأصدقاء والأقارب ورفاق المعارضة لكي يبقى.. فقد حان وقت العمل لبناء دولة القانون التي طال انتظارها. يقترب موعد أول انتخابات من نوعها تشهدها البلاد منذ عقود. يتخلى زيدان عن فكرة ترك ليبيا، ويشرع مع أنصاره في تأسيس حزب تحت اسم «الوطن للتنمية والرفاه» ويتخذ له مقرا متواضعا ومستأجرا في شارع جانبي قريب من شارع زاوية الدهماني الرئيسي بمنطقة الدهماني في طرابلس. لكنه حين خاض المنافسة على عضوية المؤتمر الوطني خاضها مستقلا وأعطاه أبناء «وِدَّان» و«الجفرة» أصواتهم ليكون ممثلا لهم في المؤتمر. وساعد على بناء أركان حزب زيدان عند تأسيسه عدد من الشخصيات الليبية ممن يتسمون بالنزاهة والثبات على المبدأ والوقوف ضد القذافي في أوج جبروته. ومن بين هؤلاء، علي الحمروني، الذي أمضى 11 سنة في سجن «أبو سليم» الرهيب بسبب معارضته النظام السابق. يواصل زيدان العمل السياسي في مرحلة ما بعد رحيل القذافي بالطريقة نفسها التي كان يقوم بها أثناء الثورة، رغم أنه أصبح وقتها من الشخصيات المعروفة لكثرة ظهوره على الشاشة واحدا من المتحدثين باسم المجلس الانتقالي، وموفده (رغم أنه غير عضو فيه).. فهو يتحرك من الساعة الثامنة صباحا حتى الواحدة بعد منتصف الليل، متنقلا على قدميه أو في سيارات الأجرة بين مقر الحزب وقاعات الفنادق والمؤتمرات والاجتماعات، مع أن الأوضاع لم تكن مستقرة لا في طرابلس ولا في بنغازي. وكانت الاشتباكات والاغتيالات ما زالت مستمرة حتى وقت قريب. حين جاء إلى مبنى الفندق الذي يطل على مبنى المؤتمر الوطني، تخطى الشارع الذي تمرق فيه السيارات، وقفز حتى وصل إلى الجانب الآخر ليتوقف على الرصيف في حوار سياسي مع مجموعة من الشبان العابرين الذين يبدو أنهم يعرفون وجهه من التلفزيون. لم تكن الأجواء آمنة أيضا.. فبعد قليل اندلعت اشتباكات بالرصاص في الجوار. يقول زيدان في المقابلة التي أجرتها معه «الشرق الأوسط» قبل توليه رئاسة الحكومة: «أسسنا هذا الحزب ليكون وسطا في كل شيء.. لكي يكون مزيجا يعبر عن الإسلام والعروبة وأفريقيا والمشرق والمغرب العربيين، ليكون معبرا عن الخصوصية والشخصية الليبية». ويضيف: «نحن نحتاج للخروج إلى وضعية أفضل تتيح للمجتمع الليبي أن يتحرك نحو التنمية والإبداع والترقي وإعادة بناء الوطن.. هذا لن يتم إلا بإعادة بناء المواطن، الذي يأتي بالتعليم والتأهيل الجيد». يدرك زيدان من تجربته ومن تجارب رفاقه أن النظام السابق أصاب المواطن الليبي «بالذعر على مدى سنوات بسبب الإرهاب والاستبداد والتسلط»، وأنه «أُبعد عن ممارسة الشأن العام». ومن طموحاته أن تتم استعادة هذا المواطن و«تشجيعه على ممارسة العمل السياسي والدخول في العمل الحزبي وممارسة أعمال المجتمع المدني وممارسة العمل الإعلامي والانفتاح على العالم الآخر وإشاعة معنى حرية الرأي والتعبير». ويوضح أحد قيادات الحزب معبرا عن سعادته برئاسة زيدان للحكومة إن «حزب الوطن للتنمية والرفاه، وسطي يعكس شخصية الدكتور علي زيدان ويعبر عن اعتدال أهل وِدَّان المشهورين بزراعة النخيل وما يحتاجه ذلك من صبر ودأب.. زيدان ترك الاستقطابات التي كانت موجودة على الساحة وتوجه لتأسيس حزب له هدف واحد هو التعبير عن الشخصية الليبية الوسطية بطبيعتها. هو ليس محسوبا على (الإخوان) وليس محسوبا على التحالف الوطني». وانتخب المؤتمر الوطني زيدان رئيسا للوزراء منذ نحو أسبوعين متغلبا على منافسه محمد الحراري المدعوم من التيار الإسلامي.. وقدم للمؤتمر يوم الثلاثاء الماضي تشكيلة الحكومة التي ضمت وزراء ليبراليين وإسلاميين ومستقلين، وحصلت على الثقة مساء أول من أمس (الأربعاء)، لتبدأ ليبيا في إعادة ترتيب أوضاعها من الداخل؛ خاصة في ما يتعلق بالجوانب الأمنية وعملية بناء المؤسسات وتوفير الخدمات وضمان الحريات وإرساء دولة القانون. ومع ذلك يعتقد حسن الأمين في رده على أسئلة «الشرق الأوسط» أن توجه زيدان «سيكون وطنيا خالصا وسيحاول أن يتعاون مع الجميع، أو على الأقل هذا ما نتمناه»، مشددا على ضرورة أن تسارع حكومته بترتيب أولويات المرحلة وعلى رأسها الملف الأمني، قائلا إن «هذا هو الملف الصعب وهو الملف الذي لو تم حله سوف يسهل حل كل الملفات الأخرى، وبالتالي لا بد أن يركز عليه رئيس الحكومة بشكل كبير جدا وأن يرتب له ترتيبا جيدا». ويحذر الأمين حكومة زيدان من أن تعمل بنفس الطريقة التي عملت بها حكومة عبد الرحيم الكيب السابقة، قائلا إن «الحكومة الجديدة لا بد أن تعمل كفريق متعاون وإن تقوم بالتنسيق فيما بينها حتى لا تصبح مثل حكومة الكيب التي لم يكن فيها تنسيق بين الوزراء.. المطلوب هو التنسيق بين الوزارات المختلفة وإيجاد آلية واضحة في طريقة عملها وأدائها. هذه قضية مهمة. وأن يحدد آليات واضحة لعمل الحكومة من ناحية المتابعة والتقييم». من جانبه لا يرى المسماري أن الأوضاع في ليبيا متوقفة على كاريزما معينة، مشيرا إلى أنه «توجد قوة تسمى بالقوة الخفية، وهي عبارة عن تحالف بين أمراء الحرب وما يمكن تسميته بالمجموعة التي سيطرت منذ البداية على السلطة الانتقالية وتعمل للهيمنة على كل مفاصل الدولة. وبالتالي المؤتمر الوطني أصبح بمثابة خيال مآتة غير قادر على القيام بالمهام التي انتخب من أجلها، وهذا سيكون له تأثيره على حكومة زيدان»، قائلا إن الحكومة الجديدة «حتى الآن عبارة عن استنساخ من حكومة الكيب». ويضيف المسماري قائلا إن زيدان قدم وعدين لم يف بهما الوعد الأول أن تكون الحكومة حكومة أزمة ولا يمكن أن تكون حكومة الأزمة مترهلة وفيها قرابة 30 وزيرا، وثلاثة نواب لرئيس الوزراء، وتعهد بأن تكون حكومة مستقلين، لكنها جاءت لاسترضاء تجاذبات الكتلتين الرئيستين في المؤتمر الوطني (كتلة تحالف القوى الوطنية، وحزب الإخوان) إضافة للإملاءات الجهوية.