كشفت صحيفة فرنسية بأن الزيارة المنتظرة للرئيس فرانسوا هولاند إلى الجزائر، الشهر المقبل، ستكون فرصة لترسيم اتفاق حول التعاون العسكري بين البلدين جرى التفاوض بشأنه عام 2008. قالت ''لوكانار أونشيني'' في عدد أمس، إن الاتفاق الذي تم إعداده في فترة رئاسة نيكولا ساركوزي، يتناول تبادلا حول المسائل الإستراتيجية ومحاربة الإرهاب، ومناورات عسكرية ثنائية وشراكة في مجال الصناعة الحربية وتصدير الأسلحة، وتكوين ضباط جزائريين بفرنسا. ونقلت الصحيفة ''الساخرة''، المعروفة بنشر أخبار مميزة، عن ''دبلوماسي فرنسي'' قوله إن الاتفاق العسكري سيسمح للرئيس هولاند بالتباهي بمسار جديد في علاقات البلدين. ونسبت الصحيفة تأخير الزيارة بشهر إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وقالت إن ''إشارات الصداقة من جانب الرئيس (هولاند) لم تمنع نظيره من تأجيل الزيارة بشهر، بعدما كانت مقررة في نوفمبر''. ومن بين الإشارات، حسب الصحيفة، زيارتا وزيري الخارجية والداخلية لوران فابيوس ومانويل فالس، واعتراف قصر الإليزي ب''الطابع الدموي'' لأحداث 17 أكتوبر .1961 وأفادت الصحيفة نقلا عن ''مستشاري هولاند''، أنه كان يأمل في إقناع بوتفليقة ب''عدم البقاء مكتوف اليدين'' إزاء الجماعات الإسلامية المسلحة المسيطرة على شمال مالي. لكن الأمريكيين، حسبها، أدوا هذه المهمة بدلا عن هولاند. فقد استبقوا الفرنسيين، حسبها، في حث الجزائر على المشاركة في الحرب المرتقبة بمالي، بفضل زيارات قائد أفريكوم، الجنرال كارتر هام، ثم زيارة وزيرة الخارجية مؤخرا هيلاري كلينتون التي نقلت ''الصحيفة''، عن مساعديها، قولها لبوتفليقة عندما التقته، بأن واشنطن لن تسمح لتنظيم القاعدة باتخاذ مالي قاعدة خلفية ضد الولاياتالمتحدة وأوروبا. وفي نفس السياق، أفادت ''لوكانار أونشيني'' بأن أعضاء من طاقم الوزيرة كلينتون تنقلوا إلى باريس للقاء دبلوماسيين وعساكر فرنسيين، وممثلي دول إفريقية قد تشارك في الحرب بمالي. وذكرت على لسان ''ضابط فرنسي'' أن الأمريكيين حازمون في قضية إنهاء سيطرة الإرهابيين على شمال مالي. ونقلت على لسانهم ما يلي: ''قاتلنا ضد القاعدة في اليمن والصومال وأفغانستان وبالمناطق القبلية الحدودية بباكستان''. وذكرت الصحيفة على سبيل التهكم بأنهم ''لم يقولوا إن معركتهم مستمرة منذ 10 سنوات''، وهو تلميح إلى احتمال بقائهم في مالي نفس المدة. وبخصوص نفس الملف، ذكرت الصحيفة أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية تملك معلومات مفادها أن وكالة الاستخبارات الأمريكية بصدد امتلاك طائرات بدون طيار مجهزة بقنابل وصواريخ، بهدف تشغيلها في سماء مالي. وأن طائرات الجوسسة بحوزة الأمريكيين، التي يقارب عددها العشرين، المتواجدة ببوركينافاسو، لا تفي بطموحات خبراء الإستراتيجية بخصوص مشاريعهم المعادية لتنظيم القاعدة في الساحل. وأشارت إلى أنهم بحاجة إلى طائرات بدون طيار كالتي يجري تشغيلها في أفغانستان وباكستان والصومال واليمن.