عاد الكاتب الجزائري بوعلام صنصال هذا الأسبوع ليضيف خرجة جديدة ضمن سلسلة خرجاته "الشاذة" والمنادية بالتطبيع مع الكيان الصهيوني على الرغم ممّا خلفته زيارته في شهر ماي الفارط إلى تل أبيب من ضجّة تسببت في مطالبة العديد من الجهات بسحب الجنسية الجزائرية منه، وحتى بمحاكمته! صاحب رواية "شارع داروين" دعا قبل يومين جميع الكتاب العرب، وتحديدا "في بلده الجزائر" إلى التوقيع على لائحة مفتوحة ضمن ما سمّاه "نداء السلام في الشرق الأوسط"، وهي اللائحة التي تدعو إلى الاعتراف بإسرائيل، والضغط عليها لمنع وقوع حرب "نووية" مرتقبة بينها وبين ايران ! وقال صنصال، يوم السبت الماضي، عقب مشاركته في المنتدى العالمي للديمقراطية الذي تم تنظيمه بمبادرة من مجلس أوروبا في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، أنه "عندما زار اسرائيل في الفترة الممتدة ما بين 13 الى 17 ماي الفارط، انتقده الكثيرون، لكنني أقول لهم اليوم، لقد عدت من اسرائيل، غنيّا وسعيدا"! وداخل هذا الكيان الغاصب، تعرّف صنصال، 63 سنة، والمنحدر من منطقة ثنية الحد في تيسمسيلت، على صديقه الاسرائيلي دافيد غروسمان، شاعر وكاتب يبلغ من العمر 58 سنة، شاركه نداء السلام الذي وجهه السبت الماضي، كما عبّر عن أمنيته في زيارة "الجزائر" بلد صنصال الأصلي، تماما مثلما زار هذا الأخير، بلده اسرائيل! وقال كل من صنصال وغروسمان: "اننا نحس بأن القادم أسوأ في المنطقة، لذلك أعدنا بعث نداء السلام الذي تم انشاءه بعد الحرب العالمية الثانية، وكان وقتها موجّها للغرب، واليوم نرى بأن الشرق الأوسط بحاجة ماسة اليه، وخصوصا أن نذر الحرب بين اسرائيل وإيران تتزايد يوما بعد آخر". يشار أن بوعلام صنصال الذي تم منحه أكثر من جائزة بعد زيارته اسرائيل، بينها تكريم من مجلس السفراء العرب في باريس قبل سحبه، وحتى يقلّل من حجم الانتقادات الموجهة اليه، دافع عن حق الفلسطينيين في انشاء دولة خاصة بهم، إلى جانب دولة اسرائيل، "وذلك حتى يسود السلام في المنطقة ويبتعد شبح الحرب"!