الرباط " مغار بكم " : بوشعيب الضبار كما كان متوقعا،أعاد "العدالة والتنمية" المغربي، مساء اليوم، انتخاب عبد الإله بنكيران، أمينا عاما للحزب، لولاية ثانية، بعد فوزه على منافسه الدكتور سعد الدين العثماني. وكان عزيز رباح ومصطفى الرميد قد أعلنا انسحابهما من السباق إلى الرئاسة، اقتناعا منهما، وكما صرحا بذلك للصحافة، خارج قاعة المؤتمر، بأن بنكيران هو الأجدر بقيادة الحزب في هذه المرحلة، "اعتبارا لعدة معطيات موضوعية"، منها رئاسته الحالية للحكومة، و"بالتالي يتعين على الحزب أن يدعمه سياسيا". وفاز بنكيران ب2240 صوتا، أي ينسبة تفوق 85 في المائة من مجموع الأصوات، المعبر عنها، فيما لم يحصد منافسه العثماني سوى 346، أي بنسبة 13 في المائة، في عملية اتسمت بالشفافية المطلقة، أمام أنظار أجهزة الإعلام. وبدا بنكيران منتشيا ومبتهجا بهذا التتويج الجديد على رأس الحزب، ولم يتردد في القيام ببعض الحركات التي تعبر عن فرحته، بشكل ظاهر فوق منصة، وهو يتقبل التهاني، تحت وقع نشيد "إرادة الحياة" للشاعر التونسي أبو القاسم الشابي، وسط عاصفة من التصفيق. وعبر العثماني عن تهانئه لبنكيران، مشيدا بما أسماه "إنجازا جديدا، حققه الحزب" في إطار تكريس الديمقراطية الداخلية، مضيفا أنه "لاديمقراطية بدون ديمقراطيين"، و"أن الممارسة الحزبية ليست وسيلة للتسلق"، بل هي من وجهة نظره، إسهام في الإصلاح السياسي . وفي أول كلمة له، بعد الإعلان عن انتخابه أمينا عاما، من طرف جميع المؤتمرين والمؤتمرات، وليس من لدن أعضاء المجلس الوطني فقط، أكد بنكيران، أن تجديد الثقة فيه سوف تكون محفزا له على أن يقوم بواجبه في تسيير الحزب، وفي القيام بالمهام الأخرى الموكولة إليه بحماس وثقة ويقين أكبر. وحيا في منافسه العثماني شجاعته "التي يشكر عليها"، وقال له هامسا، وهو يحتضنه "الله لا يخذلنا" في القيام بالمأمورية. وغلبت على خطاب بنكيران نبرة دينية، انسجاما مع مرجعية الحزب الإسلامية، وذلك بالدعوة إلى الاسترشاد بما يوصي به الله المؤمنين من فعل الخير والرفق والإحسان. وخاطب المؤتمرين والمؤتمرات، قائلا لهم: "يجب أن تعرفوا أن تجديد الثقة في شخصي المتواضع هو إيذان بانطلاق مرحلة جديدة في تاريخ الحزب"، مضيفا "اعلم أنني رئيس الحكومة، وأمين عام للحزب، ولا أريد أن أفاضل بينهما". واعتبر الحزب ضمانة من ضمانات السير على طريق الإصلاح المنشود بما يخدم المجتمع، "لتكون الدولة في خدمة المجتمع، وليس المجتمع في خدمة الدولة". وتعهد بنكيران بأن حزبه سيبذل كل ما في جهده في خدمة الشأن العام، مذكرا "أننا جئنا لنصحح ونصلح، في إطار الإكراهات المعروفة، يقينا منا أن هناك من لايحب الإصلاح، لإحساسه بأنه يتضرر منه". وقال إنه وأعضاء حزبه يخرجون من المؤتمر بعزيمة أقوى، للتقدم خطوات أخرى من أجل مغرب محافظ على ثوابته ومقدساته، من خلال التمسك بوحدته الترابية وملكيته وهويته الإسلامية. وأوضح بنكيران، أن"الملكية ثابت من ثوابت الأمة، يجب الحفاظ عليها، مهما كانت أوضاعنا"، مشيرا إلى "أن الملكية لحمة المغرب، وليس هناك أي حرج في أن نجتهد مع ملوكنا لتطوير أوضاعنا وقوانينا لما هو أكثر ملاءمة للعصر". وقبل أن يختم كلمته ذكر بأنه لاشيء تغير فيه، ولوكان بإمكانه لأوصل كل واحد من المؤتمرين إلى بيته، ليخلص إلى القول "إننا نريد الخير لبلادنا وشعبنا ووطننا وملكنا، والله سيوفق أعمالنا". وأوكل المؤتمرون للأمانة العامة الجديدة مهمة إصدار البيان الختامي، نظرا لطول الوقت التي استغرقته عملية التصويت نهار اليوم. *تعليق الصورة: بنكيران بعد إعلان نتيجة الفوز