قامت السلطات المصرية بتشديد الإجراءات الأمنية في مختلف المحافظات المصرية تحسبا لردود الفعل عقب إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية غدا الأحد عن اسم الفائز رسميا بالاقتراع الرئاسي. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية٬ عن مصدر أمني قوله اليوم السبت٬ إن اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية أمر بالشروع في تنفيذ خطة "تأمين" الشارع في مرحلة ما بعد إعلان نتائج الانتخابات "خاصة وأنه سيكون هناك ردود فعل سلبية بالنسبة لأنصار المرشح الخاسر٬ وأخرى إيجابية لأنصار المرشح الفائز". وتعتمد الخطة الأمنية التي شرع في تنفيذها٬ حسب المصدر نفسه٬ على تكثيف التواجد الأمني في الشارع٬ وعلى الطرق السريعة التي تربط بين المحافظات بالتنسيق مع القوات المسلحة٬ بالإضافة إلى زيادة أعداد الدوريات الأمنية وتكثيفها على مدار ال24ساعة. وأشار المصدر الأمني إلى أنه سيتم تكثيف الإجراءات الأمنية بشكل خاص على المنشآت والأهداف الحيوية في البلاد٬ وكذلك تفعيل خطط "الأمن الداخلي" واتخاذ التدابير الاحترازية التي تكفل "سرعة ضبط الأوضاع في حالة حدوث أي أعمال فوضى داخل البلاد"، حسب وكالة الأنباء المغربية. وكان المجلس العسكري الأعلى الحاكم في البلاد٬ والذي يواجه مظاهرات حاشدة مناوئة لاحتفاظه بعدد من السلطات بعد انتخاب الرئيس٬ قد أكد في بيان أمس الجمعة أنه "سيتصدى بمنتهى الحزم والقوة" لكل محاولة للإضرار بالمصالح العامة للبلاد. وقد رفض المجلس العسكري في بيانه كل مطالب المتظاهرين في ميدان التحرير وسط القاهرة وفي عدد من المحافظات المصرية حيث أكد بالخصوص تمسكه بسلطاته الواردة في الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره عند إغلاق صناديق الاقتراع الرئاسي مساء الأحد الماضي. وفي المقابل يواصل المتظاهرون والمعتصمون في ميدان التحرير بالقاهرة اليوم السبت احتجاجاتهم ضد المجلس العسكري وذلك بعد "مليونية" حاشدة أمس الجمعة تحت شعار "عودة الشرعية"٬ والتي تعد من بين أكبر المظاهرات التي شهدها الميدان منذ ثورة 25 يناير. كما تشهد مدينة الإسكندرية اليوم٬ أيضا٬ مظاهرات ومسيرة "مناوئة" لسلطات المجلس العسكري الحاكم و"مؤيدة" للمرشح الرئاسي محمد مرسي. وفي ظل تصاعد المظاهرات المناوئة للمجلس العسكري والمطالبة بتسليم الرئيس المقبل صلاحيات "كاملة"٬ تجمع مساء اليوم عدد من مؤيدي المجلس قرب النصب التذكاري للرئيس الراحل أنور السادات بالقاهرة. يذكر أن القائمين على حملة محمد مرسي٬ المرشح الرئاسي لجماعة "الإخوان المسلمين"٬ قد أعلنوا فوزه في الاقتراع الرئاسي فجر يوم الاثنين الماضي (أغلقت مكاتب التصويت مساء الأحد) بناء على تجميع المحاضر الرسمية لفرز الأصوات والتي سلمت لمندوبي المرشحين المتنافسين في مكاتب التصويت. ونشروا أرقاما تفصيلية عن عدد الأصوات التي حصل عليها كل مرشح والتي تفوق حسبها محمد مرسي ب 13 مليونا و38 ألفا و298 صوتا مقابل 12 مليونا و351 ألفا و184 صوتا لمنافسه شفيق. كما نشروا مطبوعا تضمن نسخا لمحاضر فرز الأصوات وهو ما أكدته أيضا نتائج تجميع النتائج الفرعية الذي قامت به بعض وسائل الإعلام والنتائج التي أعلنها تجمع "قضاة من أجل مصر" (لجنة الانتخابات الموازية). وفور إعلان محمد مرسي فوزه في الانتخابات الرئاسية٬ أكد المتحدث الإعلامي باسم حملة منافسه الفريق أحمد شفيق٬ آخر رئيس وزراء يعينه حسني مبارك قبل مغادرته القصر الرئاسي٬ عدم حسم نتيجة الاقتراع قبل أن يعلن القائمون عن الحملة بعد ذلك في مؤتمر صحافي عن فوز مرشحهم بفارق نصف مليون صوت دون أن يدلوا بأرقام تفصيلية.