[السجن المؤبد لبن علي في "قضية شهداء تالة والقصرين" ] مغارب كم تونس اصدرت المحكمة العسكرية الابتدائية بمدينة الكاف، شمال غرب تونس، الأربعاء حكما غيابيا بالسجن المؤبد بحق الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بتهمة "المشاركة في القتل العمد"، كما أفادت وكالة الأنباء التونسية. وقالت الوكالة ان بن علي اللاجئ في السعودية أدين بتهمة "المشاركة في القتل العمد" ل 22 متظاهرا بمدينتي تالة (شمال غرب) والقصرين (وسط غرب) في الفترة ما بين 8 و12 يناير 2011. ويلاحق بن علي في هذه القضية المعروفة باسم "قضية تالة والقصرين" مع 22 من كبار معاونيه الأمنيين السابقين. وقالت الوكالة إن المحكمة قضت بسجن رفيق بلحاج قاسم (وزير الداخلية قبل الأخير في عهد بن علي) بالسجن 12 سنة نافذة، وقضت بعدم سماع الدعوى بحق الجنرال علي السرياطي رئيس جهاز الأمن الشخصي لبن علي. وكان المدعي العام العسكري في محكمة الكاف العسكرية طالب في وقت سابق بإنزال عقوبة الإعدام على بن علي. في سياق اخر،تثير أعمال عنف وتخريب وشغب شهدتها مدن تونسية الاثنين والثلاثاء ،وتورط فيها سلفيون وبلطجية بحسب السلطات، تساؤلات حول دوافعها وهوية من يقف وراءها، فيما اعتبر مراقبون أن رد السلطات وتعاطيها مع هذه الأحداث كان "ضعيفا"، حسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية. واندلعت أعمال العنف احتجاجا على عرض لوحات فنية "مسيئة للاسلام" الأحد الماضي في اختتام مهرجان "ربيع الفنون" السنوي بمدينة المرسى (شمال العاصمة). ومن بين اللوحات التي أثارت حفيظة سلفيين متشددين لوحة كتبت عليها عبارات "سبحان الله" بالنمل، وأخرى تجسم رحلة "الاسراء والمعراج" للنبي محمد على ظهر "البراق". ونفى منظمون بشدة عرض لوحة "البراق" التي تم تناقلها على شبكة الانترنت واتهموا ناشطين على الانترنت بمحاولة إثارة "الفتنة". وقال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في تونس في مؤتمر صحافي الأربعاء "لا يقبل الإنسان أن يكتب اسمه بالحشرات فما بالك بكتابة الاسم الأعظم بالحشرات". وأضاف أنه غير متأكد إن كانت لوحة "البراق" قد تم عرضها فعلا خلال التظاهرة الفنية. وأعلنت وزارة الثقافة أنها ستقيم دعوى قضائية على منظمي مهرجان "ربيع الفنون" لعرضهم لوحات فنية تمس بالمقدسات الإسلامية. وطالبت كتلة حركة النهضة في المجلس الوطني التأسيسي وهي الكتلة الأكثر تمثيلا في المجلس (89 مقعدا من أصل 217) ب"تجريم الاعتداء على المقدسات الدينية" في دستور تونس الجديد. وأعلن الغنوشي الأربعاء أن "الجمعية الوسطية للإصلاح والتوعية" (هيئة تونسية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) أرسلت الأحد عدلا منفذا (مباشرا قضائيا) ومحاميا إلى قصر العبدلية "لتسجيل المشاهد التي رأت ان فيها انتهاكا لمقدسات المسلمين واستفزازا لمشاعرهم الدينية". وقال ان المباشر ذهب إلى مسجد يرتاده سلفيون متشددون ووزع عليهم "بيانا" قال فيه ان اعمالا فنية معروضة بقصر العبدلية "تنتهك مقدسات الاسلام" لإثارتهم. ولم يستبعد الغنوشي أن يكون المباشر من أتباع حزب "التجمع الدستوري الديموقراطي" الحاكم في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وهاجم سلفيون في ساعة متأخرة من ليل الأحد مكان العرض وحطموا بعض اللوحات. واندلعت ليل الاثنين الثلاثاء أعمال عنف وتخريب في مدن عدة تم خلالها حرق وتخريب محكمة ومراكز أمن ومقرات نقابية وأخرى تابعة لأحزاب سياسية يسارية. وقال وزير الداخلية علي العريض إن سلفيين ومنحرفين وتجار ممنوعات شاركوا في أعمال العنف والتخريب. لكن نشطاء على شبكة الانترنت اتهموا حركة النهضة بتجنيد السلفيين لإثارة بلبلة في البلاد وتحويل وجهة الرأي العام عن "فضيحة" تسريب أسئلة امتحان البكالوريا. ويعتبر سياسيون أن السلفيين "ذراع مسلح لحركة النهضة" وأن الحكومة التي يرأسها حمادي الجبالي أمين عام حركة النهضة تغض الطرف عن تجاوزاتهم المتكررة للقوانين. وردا على هذه الاتهامات قال الغنوشي "هذه من أكثر الدعايات سماجة (...) لماذا يحتاج حزب حاكم (النهضة) إلى جناح مسلح، إن سلاحنا هو الشرعية والقول بان السلفية جناح مسلح للنهضة كلام لا يستقيم لان السلفية في تونس ليست شيئا واحدا وهناك اختلافات كبيرة بينها". ولم تكشف أي جهة رسمية حتى الآن هوية المتورطين في أعمال العنف والجهات التي تحركهم. [Share this]