الرباط "مغارب كم": عبد الله عزوز أخيرا تحول المشروع إلى إنجاز، وأصبحت الرباط تتوفر على حديقة جديدة للحيوانات، تليق بمكانة العاصمة الإدارية للمملكة،وستفتح أبوابها ابتداء من يوم غد السبت، من الساعة العاشرة صباحا إلى الخامسة بعد الزوال. تتموقع حديقة الحيوانات الجديدة على مساحة تناهز 50 هكتارا، وهي أرض تابعة لمديرية الأملاك المخزنية، مجاورة للحزام الأخضر ،غرب العاصمة الرباط، على الطريق الذي يربط الدارالبيضاء بالرباط. وتم إحداثها بكلفة تقدر بحوالي 460 مليون درهم أي ما يعادل 46 مليار سنتيم. وتتولى إدارة هذه الحديقة "شركة حديقة الحيوانات الوطنية " وهي شركة عمومية تملك الدولة كامل رأسمالها. تصميم حديث لا يمكن لمن رأى مدخل حديقة الرباط ألا ويفاجأ بالتصميم الحديث للمنظومات الإيكولوجية داخل الحديقة. تصميم يخلق نفس شروط العيش الأصيلة، ويرتكز على فضاء مفتوح حيث الحيوانات حرة، ويجذب الزوار منذ الوهلة الأولى من خلال تقديم وعرض مختلف الخبرات والوسائل الترفيهية والتعليمية التي تستهدف الأطفال والبالغين، وتستجيب لدرجات فضول الزوار، مع توفير دليل"معرفة وفهم حسب الطلب". على بعد أمتار من هذا المدخل، في الطريق إلى "جبال الأطلس" يصادف الزائر أقفاصا تم صبغها بطلاء أخضر تضفي شيئا من الواقعية على هذه الأقفاص. يتكون هذا العرض من تلين يحيطان بممر الزوار مع مرتفعات صخرية في حدود 14 مترا متوجهة نحو سكن الحيوانات. ويتكون هذا المنظر الطبيعي من أنواع حيوانية مغربية الأصل: أسود الأطلس،الخراف البربرية، قرد البابون... . على اليمين يلاحظ الزائر تلا آخر تتوسطه بحيرات اصطناعية ومحاطة بسياج حديدي، وفي مقابلها مجسمات لصخور، توفر الظروف اللازمة التي تعطي فكرة مبتكرة عن الحياة البرية. يستمر هذا العرض مع الطيور المائية والتماسيح.ويمكن للزوار الولوج إلى البنية المخصصة للمراقبة ليجدوا أنفسهم من خلال لوحة زجاجية وجها لوجه مع فرس النهر والتماسيح،مما يسمح لهم أكثر من الاقتراب من هذه الحيوانات. لحماية الزوار وضعت سياجات حديدية وزجاجية وأسلاك كهربائية وحواجز مائية، تحول بينهم والحيوانات كي لا تشكل خطرا عليهم . ولوضع هذا التصور لجأت "الشركة الوطنية لحديقة الحيوانات إلى خبرة مكتب برنارد هاريسون أند فريندز، وهو مكتب دراسات دولي، يختص بالأساس في تصميم وتقديم الاستشارات حول تشييد حدائق الحيوانات." مهام متعددة الحديقة الوطنية ستكون في خدمة كل المؤسسات العلمية التي تهتم بالوحش والتنوع البيولوجي في المغرب، هذا ما أوضحه عبدالعظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر. فهي "نطاق عمل متعدد التخصصات يمكن من المعرفة الجيدة للمنظومة البيئية بالمغرب". فعلى مساحة 5 هكتارات تتواجد مزرعة للتربية البيئية اعتبرها المسؤولون أنها "تشكل عامل جذب إضافي بالحديقة. وستساعد على إغناء الرصيد المعرفي المتعلق بالحيوانات وبجانبها البيولوجي والإيكولوجي والفيزيولوجي والصحي". كل هذه الإمكانات والمكونات والمنظومات المصممة تحتاج موارد عالية وقارة لتضمن مستواها وتطويرها، وأبرز الحافي أن الحديقة ستعتمد بالأساس على موارد مبيعات بطاقات الدخول و مداخيل المشاريع التي قامت بتفويتها لشركات خاصة بحصص معينة. وأضاف:" الهدف الأساسي هو خلق توازن لضمان الاستمرارية ... وإذا كان هناك عجز فسيكون نسبيا". 50درهم للكبار و 30 درهم للأطفال ثمن التعريفة حددته إدارة الحديقة في 50 درهما للكبار و 30 درهما للصغار، وسيعفى الأطفال أقل من سنتين. الانتقادات والتعقيبات وردود الأفعال بدأت منذ اللحظة الأولى، شريحة واسعة من المواطنين بدأوا في توجيه انتقادات حادة سواء على مستوى ثمن التذكرة. أحد الزوار من الذين لم ترقهم الحديقة الجديدة هذا الصباح عبر عن رأيه بالقول:" الحديقة الجديدة ضربها الجفاف لا خضرة فيها، إذا قارناها مع الحديقة القديمة".جملة استفزت زائرا آخر،فهذا الأخير التفت إليه قائلا:" 50 درهما للتذكرة مرتفعة، خاصة بالنسبة لمن يريد زيارة الحديقة رفقة أفراد أسرته." ". سعدالدين، صحفي، اعتبر هو الآخر أن ثمن التذكرة الواحدة ب 50 درهما أمر غير معقول،ويقول:" التذكرة ليست في متناول المواطن المغربي العادي، خصوصا أنه معروف على العائلات المغربية أنها تسافر مجتمعة، وبالتالي فالثمن سيكون عائقا أمامها إذا كانت العائلة كبيرة العدد". "تم تحديد أثمنة لزيارة الحديقة طيلة اليوم، تتحدد في 50 درهما لفئة الكبار و30 درهما لفئة الأطفال ما بين ثلاث و12 سنة فيما سيعفى الأطفال أقل من سنتين من الأداء، إضافة إلى تخفيضات في الأثمنة خاصة بالعائلات وأثمنة خاصة لتلاميذ المؤسسات التعليمية" يجيب الحافظي عن ثمن التذكرة، الشيء الذي اعتبره هذا الأخير يدخل في إطار دمقرطة الولوج إلى الحديقة. فثمن التذكرة يعتبره المسؤولون مناسبا ،بالنظر لما يعرض داخلها.