الرباط "مغارب كم": سعيد بنرحمون وصف عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، المعارض ذي التوجه الإسلامي، الوضع السياسي الذي عاشه المغرب إبان خروج حركة 20 فبراير إلى الشارع قبل أشهر بالاحتقان الكبير الناتج عن الحراك الشعبي المتأثر بما حصل في "تونس القريبة ومصر المؤثرة". وقلل بنكيران، الذي كان يتحدث مساء اليوم إلى قناة BBC العربية من الرباط، من شأن ذلك الاحتقان مرجعا السبب إلى أن "المغرب لم يعرف نظام الحزب الوحيد ولم يعرف حكما عسكريا كما أنه لم يكن تحت حكم أسرة واحدة، إنما حكمه ملك يتمتع بصفة الحكم" وهو الملك الذي سحب فتيل ذلك الاحتقان من خلال خطاب تاسع مارس الماضي، الذي حل الإشكال الكبير المتمثل في صلاحيات الملك وصلاحيات الحكومة. وأكد بنكيران أن دستور 1 يوليوز، الذي جاء بسقف إصلاحات فاقت حتى ما كانت تطالب به الأحزاب السياسية، حل الإشكال المرتبط بالنص القانوني الذي يستند إليه الطرف السياسي الذي يحكم البلاد، على أن الإشكال الذي يظل مطروحا اليوم هو المرتبط بتنزيل الدستور وممارسة الديمقراطية. وفي معرض إجابته عن سؤال يتعلق بمدى فعالية التعديلات التي أدخلت على الدستور في الانتقال بالبلاد إلى النظام الديمقراطي قال بنكيران "الأمر يتعلق بشخصية رئيس الحكومة المقبلة وبشخصية وزرائه" وقدرتهم على المزاوجة بين حفظ الاحترام الواجب للملك، وتطبيق برنامجهم السياسي المتعاقد عليه مع الناخبين، وهو الأمر الذي لا يتم إلا من خلال منع المحيطين بالملك من التدخل في عمل الحكومة ووزرائها. ورفض بنكيران وصف الصحفي، المستجوب له، كون التعديلات التي أدخلت على الدستور الجديد مجرد "رتوشات" قائلا "التعديلات حقيقية وخطوة إلى الأمام، ربما تكون غير كافية خلال العشر أو الخمسة عشر سنة القادمة لكنها كافية اليوم.. وإضعاف الدستور اليوم أو إسقاطه مضيعة للوقت، السؤال الحقيقي اليوم هو هل سيترك الأشخاص المستفيدون من الأوضاع السابقة الأمور تمضي إلى حيث يجب أن تسير ..". وفي معرض رده عن استعداد حزب العدالة والتنمية لقيادة الحكومة المقبلة قال بنكيران إن "أي حزب سياسي لا يجد في نفسه القدرة على ممارسة الحكم عليه أن يغادر السياسية..إذا حصلنا على المرتبة الأولى في الانتخابات المقبلة سيختار الملك الوزير الأول من أعضاء الحزب ثم يجتمع المجلس الوطني للحزب ليقرر في شأن المشاركة في الحكومة وإذا وقع التوافق بين الإدارة الملكية وإرادة المجلس الوطني سنكون في الحكومة" وفي نفس السياق أبدى بنكيران قدرته واستعداده ليكون على رأس الحكومة قائلا "إذا فاز الحزب بالمرتبة الأولى واختارني الملك سأتوكل على الله ولن يكون إلا خيرا" على حد قوله.