قالت ممرضة فرنسية ناجية من الاعتداء الإرهابي في تيڤنتورين، قبل نحو عام، إن ملاحظتين يمكن وضعهما بعد قراءة متأنية للأحداث: إما أن الجيش الجزائري غير قادر على حماية الحدود، وإما أن الإرهابيين الذين نفذوا العملية كانوا مسلحين بأكبر قدر من المعطيات حول حماية الموقع، مرجحة القراءة الثانية. وقالت إنها عانت خطر الموت من الإرهاب وأيضا "احتمال خطأ من الجيش الجزائري". بدأ الإعلام الفرنسي في تقديم قراءات مستجدة في اعتداء تڤينتورين العام الماضي، وعرضت قناة "تي أف 1" الفرنسية أولا تحقيقا مصورا يقدم جوانب عن العملية بما فيها كيفية استهداف الغربيين، ونقلت القناة الفرنسية شهادة فرنسي كان كبير الطهاة في قاعدة الحياة التي تعرضت للهجوم، بينما قدمت جريدة "جورنال دوديمونش" عدة جوانب تخص الذكرى الأولى للاعتداء الذي وقع في ال16 جانفي 2013، وقالت الصحيفة الفرنسية إن هناك كتابا سيصدر في التاسع من الشهر الجاري حول "عين أمناس قصة فخ"، بمناسبة مرور سنة على اعتداء تيڤنتورين. وقالت "جورنال دوديمونش"، نقلا عن مصدر من فرع محاربة الإرهاب بمحكمة باريس، إن النيابة العامة ستفتح في الساعات المقبلة تحقيقا لتسليط الأضواء حول هذا الحادث، وفي نفس السياق حاورت الجريدة "ميريال رافاي"، وهي ممرضة سابقة في تيڤنتورين، عملت لأكثر من خمسة عشر عاما في خدمة الصحة في المستشفيات الباريسية العسكرية وكوسوفو، وقالت إن الفرصة الوحيدة للنجاة والتي قدمها لها جزائريون كانت من خلال الفرار عبر سياج سلكي محيط بقاعدة الحياة. وروت أنها بعد تخطي السياج وقعت بين أيدي رجال مسلحين تبين أنهم من الجيش الجزائري ولحظتها فقط انتهت المأساة. وانتقدت الممرضة الفرنسية غياب أدنى معلومات أمنية قبل الهجوم حول تهديدات سابقة لقاعدة الغاز والتي يشتغل فيها عدد كبير من الرعايا الأجانب، بالإضافة لمئات الجزائريين، وقالت إن أهم ملاحظة أمنية يمكن تتبعها هي غياب تحديث للمعطيات الأمنية ووسائل الوقاية بعد سقوط نظام القذافي في ليبيا المجاورة، وتحدثت بالتالي عن التأثير المباشر للثورات العربية في الجوار على الأمن في المنطقة، لكن العاملة الفرنسية انتقدت في ذلك السلطات الجزائرية التي لم تمكن حسبها شركتي بريتش بتروليوم وستات أويل من وضع الإجراءات التي تريدانها أمنيا رغم علمهم بوجود تهديدات إرهابية لمواقع النفط والغاز في الصحراء الجزائرية الواسعة. وكشفت الممرضة عن طبيعة الحديث الذي جمعها بالرهينة المقتول، بول مورغان، المكلف بالأمن وقالت إن الأخير أبلغها أنه لم يعد بوسعه مراقبة الأمن بالموقع الغازي، وأنه بات غير متحكم تماما في الملف الأمني الخاص بمركب تيڤنتورين، وشرحت تقول إنها تعتقد أن تيڤنتورين التي كانت تحقق إيرادات للجزائر قدرها 27 مليون دولار يوميا، كانت منطقة محظورة على الجميع وكانت تحت مراقبة الطائرات من دون طيار، وذكرت أنه في يوم الهجوم كانت هناك 16 شخصية رفيعة المستوى في الموقع وكان يفترض أن يتناولوا وجبة الغداء داخل المركب.