دعت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها اليوم الاثنين الى الحذر، بعد مقتل أسامة بن لادن، خشية من عمليات انتقامية اعتبر خبراء انها شبه حتمية رغم الضعف الذي أصاب شبكات القاعدة العاملة منذ سنوات. وحذرت شرطة "انتربول" من احتمال " خطر إرهابي اكبر" بعد القضاء على زعيم تنظيم القاعدة، داعية الدول الأعضاء فيها الى "يقظة اكبر". وشددت المنظمة الأمنية الدولية على ان "الإرهابي الرئيسي في العالم رحل، الا ان مقتله لا يعني اختفاء منظمات مرتبطة بالقاعدة او تستوحي توجهاتها منها ، يمكن أن تستمر في ارتكاب هجمات إرهابية عبر العالم". وعززت عدة دول الإجراءات الأمنية حول مصالحها في الخارج مثل بريطانيا التي اعتبر وزير خارجيتها وليام هيغ ان "عناصر من القاعدة قد يحاولون ان يثبتوا في الأسابيع المقبلة أنهم لا يزالون قادرين على التحرك". ورحب نظيره الفرنسي، ألان جوبيه ،بمقتل بن لادن معتبرا انه "ضربة حاسمة ،لان شخصية القتيل كانت تحمل الكثير من الرمزية" محذرا في الوقت ذاته من "المبالغة في التفاؤل". وأضاف "لا تزال القاعدة قائمة وثمة مساعدون (لبن لادن) إلى جانب بنية تنظيمية". إلى ذلك ، تعتبر الولاياتالمتحدة البلد الأكثر عرضة لعمليات انتقامية. وفي هذا السياق ، حذر الرئيس الأميركي، باراك اوبام ، بابلقول "لا شك بتاتا بان تنظيم القاعدة سيستمر بمحاولة الانتقام منا. يجب ان نبقى حذرين ويقظين في بلادنا وفي الخارج وسنفعل كذلك". وشرعت المنتديات الجهادية عبر الانترنت في نشر التهديدات الموجهة الى الولاياتالمتحدة. وكتب مشارك تعليقا على مشاهد لحشود أميركية فرحة "احتفلوا بهذا النبأ ايها الكفار. فأيامكم معدودة على الأرض لتفعلوا ذلك". ويرى، فرانك فولكنر، الذي يلقي محاضرات حول الإرهاب في جامعة "دربي "البريطانية، ان السؤال يقتصر على معرفة "متى وأين" ستحصل العمليات الانتقامية. ويضيف ان " العمليات المحتملة لن تحصل فورا، الا ان تنظيم القاعدة سيحاول إثبات انه لا يزال قادرا على مهاجمة من يصفهم ب" الأعداء". وتوقع جون غيرسون ،مدير مركز دراسات الدفاع في" كينغز كوليدج" (لندن ) أن "القواعد العسكرية والسفارات (الغربية) في العالم ستكون في حالة تأهب لبعض الوقت" مضيفا أن "الخطر يكمن إذا خفف الأميركيون من يقظتهم، ما قد يوفر لما تبقى من تنظيم القاعد فرصة لإعادة تشكيل صفوفهم". ويشير ماتيو غيدير، الباحث الجامعي الفرنسي الخبير بشؤون العالم العربي "الولاياتالمتحدة ستعاني لان الجهاديين يميلون إلى الانتقام لمقتل قادتهم. فبعد مقتل زعيم التنظيم في العراق مصعب الزرقاوي في حزيران/يونيو 2006 ،شن خلفه على مدى أشهر سلسلة من الهجمات الانتحارية". ويعتقد الخبير انه "في حال وقوع عمليات انتقامية فقد تنفذ ذلك فروع القاعدة في اليمن أو المغرب العربي". ويتساءل الخبراء أيضا عن قدرة الشكبات الجهادية الفعلية التي همشتها بعض الشيء، ثورات الربيع في العالم العربي ولم تتمكن من أي عملية كبيرة في الدول الغربية، منذ هجمات لندن في العام 2005. ويقول القاضي الفرنسي المتخصص في قضايا الإرهاب "مارك تريفيديتش "كان أسامة بن لادن يتمتع بزعامة إيديولوجية و كان الوحيد القادر على جمع كل الجماعات المتفرقة تحت لواء واحد"، معتبرا ان "مقتله يشكل ضربة قوية جدا لما تبقى من تنظيم القاعدة". إلا انه ختم قائلا "لا احد يمكنه توقع تحرك انتحاري معزول".