فقدت الساحة الموسيقية المغربية ، واحدا من أجمل أصواتها، واكثرها قدرة على الأداء الفني الرفيع، بعد أن عايش كبار مشاهير الطرب في الشرق العربي، واستطاع أن ينحت لنفسه مكانة متميزة في قلوب معجبيه. فقد توفي المطرب اللبناني وديع الصافي (صوت الجبل) مساء اليوم الجمعة عن 92 عاما إثر وعكة صحية استدعت نقله إلى أحد مستشفيات بيروت، حيث ما لبث أن فارق الحياة، كما أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية. وتابعت الوكالة: "كان الفنان الصافي موجودا في منزل ولده طوني في المنصورية (شرق بيروت) حين تعرض لوعكة صحية عند السابعة والنصف مساء (بالتوقيت المحلي)، وعلى الفور تم نقله الى مستشفى حيث فارق الحياة". وأضافت الوكالة أن جنازة الراحل ستقام بعد ظهر الاثنين في كاتدرائية مار جرجس في وسط بيروت. وإضافة إلى الجنسية اللبنانية يحمل الصافي، واسمه الحقيقي وديع فرنسيس، ثلاث جنسيات أخرى هي: المصرية والفرنسية والبرازيلية. وكان الصافي قد نقل منذ أشهر إلى مستشفى جبل لبنان إثر إصابته بكسور لم يشف من مضاعفاتها، لاسيما انتفاخ الرئتين الذي أثر على عضلة قلبه، نقلا عن صحيفة "النهار" اللبنانية. وأثرى الصافي المكتبة الموسيقية بالكثير من الأعمال الفنية المتميزة، وهو مطرب وملحن ويعتبر من عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي. وكانت انطلاقته الفنية سنة 1938، حين فاز بالمرتبة الأولى لحنا وغناء وعزفا، من بين 40 متسابقا في مسابقة للأغنية اللبنانية. وغنى الصافي للعديد من الشعراء، خاصة أسعد السبعلي ومارون كرم، وتعاون مع العديد من الملحنين، أشهرهم الأخوان رحباني، وزكي ناصيف، وفيلمون وهبي، وعفيف رضوان، ومحمد عبد الوهاب، وفريد الأطرش. وحصل الفنان الراحل على أكثر من وسام استحقاق، منها خمسة أوسمة لبنانية نالها أيام كميل شيمعون، وفؤاد شهاب وسليمان فرنجية وإلياس الهراوي. أما الرئيس اللبناني إميل لحود فقد منحه وسام الأرز برتبة فارس. كما منحته جامعة الروح القدس في الكسليك دكتوراه فخرية في الموسيقى في 30 يونيو 1991. وكان وديع دائم التردد على المغرب، بين الحين والأخر، متى سمحت ظروفه، وشارك في العديد من المناسبات الوطنية والسهرات الفنية بألحان تتغنى بالمملكة وتاريخها. وقد تحدثت عنه القناة التلفزيوني الثانية " الدوزيم" ضمن نشرتها الرئيسية لليلة اليوم، ومما قالته المذيعة،وهي تترحم عليه، إن وديع رحل وترك "الليل وليلى يتيمين". الجدير بالذكر أن " الليل ياليلى" تعتبر من روائع الراحل، إضافة إلى أغان أخرى مازالت تسكن ذاكرة عشاق صوته، المفعم بالشجن والقوة والعذوبة في نفس الوقت.