لم يكن فوزها مفاجئا، فقد كان اسمها مدرجا منذ مدة ضمن قائمة المرشحين للتوشيحبالميدالية الذهبية والجائزة الفريدة التي أوصى بها، مخترع الديناميت الفريد نوبل، كتكفير عن الضرر الذي أحس به بعد أن تحول اختراعه إلى وسيلة للقتل والتدمير في لحروب. وصباح اليوم الخميس، العاشر من أكتوبر، أعلنت الأكاديمية السويدية، فوز الكاتبة الكندية "أليس مونرو" بجائزة نوبل للآداب عن العام 2013 لقاء مجمل اعماله الأدبية بل إن اللجنة التي اتخذت القرار عللت اختيارها معتبرة الفائزة "معلمة" بالمعنى المصري للكلمة، للقصة القصيرة، فقد هيمن هذا الجنس الأدبي على كتابات "مونرو" التي بدأت الكتابة في سن مبكرة، وهي من مواليد 1931 لكنها لم تنشر كنابها الأول إلا عام 1968، دون أن تكمل دراستها في تخصص فقه اللغات والصحافة، مؤثرة الاشتغال والانصراف لحياتها الزوجية. ويحمل تتويج كاتبة من طرف مؤسسة "نوبل" إشارات عدة، فهي الرقم 13 في قائمة المتوجات بهذا اللقب الأدبي العالمي الرفيع؛ انتزعته من منافسات أخريات كن ضمن قائمة الترشيح، وهذا تطور أدبي مهم في حد ذاته بالنسبة للنساء الكاتبات. والدلالة الأخرى أن "نوبل" انتبهت إلى جنس القصة القصيرة، بعدما اعتادت مكافأة الأعمال الروائية والمسرحية في مجال النثر الأدبي. حقا يوجد أدباء فائزون كتبوا القصة القصيرة وغيرها من الوان الكتابة الإبداعية إلى جانب اللون الأدبي الذي نالوا بسببه الشهرة والذيوع. واللافت في سيرة الفائزة أنها لم تطمح إلى الجائزة بل هي التي اتت إليها، ومنذ سنوات صرحت بتواضع غير مصطنع أنها تعلم أنها مرشحة، لكنها لا تعتقد بأنها ستفوز،بل ذهبت إلى القول إنها ستعتزل الكتابة. رغم تعلقها بهذه الممارسة الإبداعيةوولعها بالأدب. وفي هذا الصدد تكشف الأديبة "أليس" أنها تستوحي أو تصنع عوالمها من الطبيعة الحية، وكثيرا ما ترافق زوجها الثاني، تتأمل وتراقب كيف يقلب طبقات الأرض باعتباره متخصصا في الجيولوجيا، لكن ذلك لا يغيب الجوانب الإنسانية في حياتها ومعاناتها وقلقها الوجودي. وقد يفسر، هذا الولع، ميلها إلى الطبيعة والتصاقها بالأرض، نزعتها نحو الواقعية الأدبية، ولا غرابة إن لقبت في الأوساط الأدبية الأنغلوفونية بأنها "تشيكوف" كندا، تشبيها لها بالأديب الروسي الخالد المؤسس للواقعية الأدبية الإنسانية، التي تفرعت عنها الواقعية الاشتراكية، دون أن تصلالأخيرة، إلى الخلود الذي حققه "تشيكوف " في كتاباته إلى ايامنا هذه. واشار نقاد في تعليقات سريعة على فوزها، إلى هذا الملمح الواقعي في كتاباتها وأجمعوا على أنها "تنطلق من الأشياء البسيطة والمفارقات الحياتية للتعبير عن العواطف والمشاعر الإنسانية العميقة، مضيفين، أنها امرأة تحدثت عن المرأة وكتبت لها ومن أجلها دون أن تشيطن الرجل. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن الأديبة الكندية، احتفظت باسم زوجها لأول رغم طلاقهما، كونها أنجبت منه ثلاث بنات. إلى ذلك، لم يزاحم أديب عربي أو افريقي المرشحين لنوبل، وظل اسم الشاعر السوري أدونيس، وحيدا، مدرجا كغيره، بل يبدو أن الفرصة ضاعت منه خاصة، بعد أن ذبلت أوراق الربيع العربي. يذكر ان مبلغ الجائزة في حدود 916000 يورو . أي حوالي مليار سنتيم مغربي، أضافة إلى ميدالية من الذهب الخالص.