يبدو أن التصريح المثير الذي كان قد نسبته الصحافة المغربية مؤخرا،إلى صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، والذي مفاده أن "الحكومة الجديدة ستعرف مفاجآت من العيار الثقيل"، صحيح مائة في المائة، فالرجل لم يكن يتحدث من فراغ، وإنما انطلاقا من معطيات توفرت لديه، خلال المشاورات السياسية المطولة، التي أجراها مع عبد الإله بنكيران،وسبقت تشكيل الفريق الحكومي الجديد. ولعل أولى المفاجآت هي عودة بعض الوجوه الوزارية القديمة، التي كاد النسيان أن يطويها بين تلافيف ذاكرة الزمن، ومن بينها ابن منطقة سوس، التقنوقراطي محمد حصاد، الذي سيخلف محند العنصر ، على رأس وزارة الداخلية، وكذلك التجمعي محمد أبو سعيد، وزير السياحة ، ووالي أكادير والدار البيضاء سابقا، الذي ستسند إليه وزارة المالية. ولأول مرة، يصعد نجم التقنوقراطي مولاي عبد الحفيظ العلمي، إلى مركز صناعة القرار السياسي، في وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة، خلفا لعبد القادر أعمارة، بعد أن ظل ، ولسنين كثيرة، مرتبطا فقط بعوالم التجارة والاقتصاد والتأمين والاتصالات والتقنيات التكنولوجية الحديثة، بعد مشوار حافل على رأس الاتحاد العام للمقاولات بالمغرب. ومن اللافت للانتباه، أن العلمي لم يكن اسمه واردا على الإطلاق ضمن لوائح الاستوزار ، التي رددتها مختلف وسائط الاعلام. وجه آخر قفز إلى الواجهة،دون أن يكون اسمه متداولا من قبل، وهو لسمية بنخلدون، القيادية في "العدالة والتنمية"، ومديرة ديوان الحبيب الشوباني، الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، التي ستعزز الحضور النسائي لحزبها في الحكومة، إلى جانب زميلتها بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، وستتكلف بالماء والبيئة، علما أنها حاصلة على شهادة الدكتوراه في مجال الإعلاميات. وإذا كانت مباركة بوعيدة، مرشحة من قبل للاستوزار، باسم التجمع الوطني للأحرار، فإن زميلة لها من نفس الحزب، مغمورة،هي فاطمة مرواني، باتت قريبة من تولي منصب وزاري، ضمن النسخة الجديدة للحكومة،بعد زوال اليوم الخميس، ويعرفها الكثيرون كطبيبة، علما أن زوجها هو محمد بن الطالب، القيادي والرجل القوي في حزب "الحمامة". بقي أن نشير إلى أن اسما آخر من نفس الحزب، وهو الناطق الرسمي باسمه، رشيد الطالب العلمي، كان مرشحا لتولي حقيبة وزارية، فإذا به يغير الاتجاه نحو مقعد رئاسة مجلس النواب،ليخلف كريم غلاب، في القادم من الأيام،والضبط في شهر ابريل القادم، وهو الذي تحدث في حلقة ليلة أمس من برنامج " مباشرة معكم" عن توافق الأغلبية على هذا المنصب، " بعد أن دفنا التماسيح" على حد تعبيره. أخيرا، ثمة مفاجأة أخرى من العيار الثقيل حقا،إذا صح الخبر، وهي بقاء محمد الوفا في منصبه، وزيرا للتربية الوطنية، رغم كل الانتقادات الموجهة إلى القطاع الذي يشرف عليه.