ما زال المخاض الطويل لميلاد النسخة الثانية من الحكومة المغربية متواصلا،وكلما اقترب موعد الإعلان عنها، طرأ مستجد يجعل العملية مؤجلة حتى إشعار آخر، أوحتى تنضج الظروف الكفيلة بإخراجها إلى حيز الوجود. وفي انتظار الحسم في هذه المسألة التي طالت أكثر من اللازم، في نظر عدد من المتتبعين لتطورات المشهد السياسي بالمغرب، وغدت مدعاة للإحساس بالضجر، حد القرف،بدأت بعض التسريبات حول الأسماء النسوية التي تقترحها أحزابها لدعم الحضور النسوي في حكومة لاتضم حاليا سوى وزيرة واحدة، هي بسيمة الحقاوي،وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية. و يبدو ، حسب بعض المعطيات،أن الحزب الذي يقود الحكومة لايفكر في تعيين إمرأة جديدة في أي منصب حكومي،حسب ما يفهم من تصريح سابق لعبد العالي حامي الدين، القيادي في "البيجيدي"، بخلاف الأحزاب الأخرى، التي تصر على ضرورة تعزيز التواجد النسائي في النسخة الثانية لحكومة بنكيران. وفي هذا السياق، يروج اسم شرفات أفيلال، المهندسة والبرلمانية، والنائبة الثامنة لرئيس مجلس النواب، والقيادية الحزبية في التقدم والاشتراكية، كمرشحة قوية لوزارة التشغيل، لتخلف بذلك زميلها عبد الواحد سهيل، الذي من المرجح أن يغادر الحكومة في طبعتها الثانية. أما فيما يتعلق بحزب الحركة الشعبية، الذي يتزعمه محند العنصر، وزير الداخلية، فان اسم خديجة أم البشائر المرابط، التي وضعتها مجلة (فوريس) ضمن لائحة نساء الأعمال اللامعات في شمال إفريقيا والشرق ، بدأيتصدر حاليا أحاديث الحركيين والحركيات، كوجه من المحتمل جدا، أن يفرض وجوده في التشكيلة الحكومية المقبلة،رغم ممانعة بعض النسوة الحركيات اللواتي كن يعتقدن أنهن الأجدر بالمنصب الحكومي بالنظر لأقدميتهن. ولحد الآن ليس واضحا بالضبط المنصب الوزاري الذي ستتقلده أم البشائر، هل هو منصب محدث في إطار الهيكلة الجديدة للحكومة المرتقبة، أم أنها هي الأخرى ستخلف أحد زملائها الوزراء، لاسيما بعد رواج أخبار عن قرب انتهاء مهمة لحسن حداد، وزير السياحة، وهو الأمر الذي لم يتأكد بعد. وفي انتظار أن تتضح الصورة بخصوص انضمام التجمع الوطني للأحرار إلى الحكومة،في ظل المشاورات الجارية بين رئيسه صلاح الدين مزوار،وعبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، فإن الإسم الذي قفز إلى الواجهة،ويملك حظوظا وافرة، حسب مصادر من قلب المقر المركزي لحزب " الحمامة" في حي الرياضبالرباط، هو لمباركة بوعيدة، القيادية والبرلمانية ، التي كان منتدى دافوس الاقتصادي العالمي قد منحها لقب "قائدة عالمية شابة" في مجال السياسة لسنة 2012، اعتبارا لأنشطتها في المجال الاقتصادي والاجتماعي. وبوعيدة نائبة رئيسة المنتدى البرلماني الدولي من أجل الديمقراطية٬ وعضو تحالف الحضارات بالأمم المتحدة، وهي من الجيل الجديد في مجلس النواب ( الغرفة الأولى للبرلمان). ويرجح أن تسند لبوعيدة الوزارة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج، خلفا لعبد اللطيف معزور، الوزير الاستقلالي، الذي قرر حزبه الانسحاب من الحكومة، لكن طموح هذه الشابة ذات الأصول الصحراوية، والمسكونة بالحماس، يتطلع إلى أبعد من ذلك،وهي التي عبرت ذات يوم، في تصريح منسوب لها، عن أملها في أن تكون أول امرأة تتبوأ منصب رئيس للحكومة المغربية مستقبلا. ولعل القاسم المشترك الذي يجمع بين كل هؤلاء المترشحات القادمات لممارسة العمل الحكومي والوصول إلى مواقع القرار السياسي، من خلال الاطلاع على سيرهن الذاتية،هو أنهن كلهن في سن الشباب ، وصاحبات تجربة واسعة في مجال تدبير الأعمال، وعسى أن يكون ذلك كله حافزا لهن، لبذل مزيد من الجهد في تعزيز رصيدهن من التألق، وتحقيق ذواتهن في هذا المسار المهني الجديد.