انتقد حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، بأسلوب حاد وقاس أداء عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، سواء في تدبيره للشأن العام،أو في حضوره ضمن جلسة الأسئلة الشهرية في البرلمان، بغرفتيه الأولى والثانية. وقال شباط، خلال استضافته ليلة أمس في برنامج "90 دقيقة للإقناع" على القناة الفضائية" ميدي 1تي في"، إن السؤال المهم، داخل البرلمان، يتحول إلى فرجة يتابعها المغاربة" على شاشة التلفزيون. واعتبر ذلك بأنه " انحطاط" و"هبوط "في خطاب الحكومة تحت قبة المؤسسة التشريعية، متوقفا عند بعض المفردات التي يتم تداولها على لسان رئيس الحكومة، مثل " اللي فيه الفز"، و"التماسيح والعفاريت"،متسائلا عمن تكون هذه الكائنات، ولماذا لايتم تحديدها بالضبط لمحاربتها، بدل الاكتفاء بالتلميح إليها. وحين واجهت مقدمة البرنامج شباط، بأنه هو نفسه يردد الخطاب ذاته، انبرى للرد غاضبا:" أنا أمين عام لحزب سياسي، ولست رئيس حكومة"، مضيفا " نحن نواجه خطاب الانحطاط". وعبر شباط عن اعتقاده بأن التجاذب السياسي الجاري حاليا رفع من مبيعات الجرائد في سوق التوزيع، ومن نسبة المتابعة في المشهد البصري التلفزيوني. وأعطى بعض التلميحات حين قال إن المسؤول السياسي اليوم " خاصو يكون كريم وزعيم ومرضي الوالدين"،مضيفا" وقنديل ومنديل". وطالب زعيم حزب الاستقلال ممن يمارس السياسة ان يدخل إلى حقل المواجهة، ويتقبل النقد،متحدثا عن نفسه بأن " قشابته واسعة". وكعادته، في كل خرجاته الإعلامية،صعد شباط من لهجته تجاه حكومة بنكيران،وكرر نفس المواقف التي عبر عنها خلال جولته التواصلية الأخيرة التي شملت عددا من المناطق في المغرب شرقا وغربا، شمالا وجنوبا. وعاب شباط على بنكيران مجموعة من الممارسات التي يرى أنها لاتستقيم مع مكانته كرئيس حكومة، متهما إياه بأن اسلوبه يتسم بالطابع الحزبي،معطيا بعض الأمثلة على ذلك، من بينها مشاركته إلى جانب نقابة الاتحاد الوطني للشغل في مسيرة فاتح ماي، واستعانته بخدمات العاملات في مقر الحزب، في بيت رئيس الحكومة بشارع الأميرات بحي السويسي بالرباط، " وهن يحملن شعار " المصباح على بذلاتهن". وهذه هي المرة الثانية التي يستدعي فيها برنامج "90 دقيقة للإقناع" حميد شباط، علما بأن المرة الأولى أملتها عملية انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال. ولوحظ عدم حضور أي ممثل عن حزب العدالة والتنمية في البرنامج، وقد اوضحت مقدمة البرنامج أن الدعوة وجهت للأمانة العامة لحزب "المصباح"، دون أن تكون هناك اية استجابة، مما يوحي بأن بأن هناك رغبة في تجنب مواجهة شباط، الذي سبق له أن دعا إلى مناظرة تلفزيونية بينه وبين بنكيران. وحتى اللحظة لم يصدر بعد أي رد فعل من طرف حزب العدالة والتنمية على هذه الخرجة الإعلامية الجديدة لشباط، التي جاءت عقب استقباله من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس، مؤخرا بالإقامة الملكية بوجدة. وتحدثت اليوم بعض الصحف عن وضع طائرة خاصة رهن إشارة شباط تولت نقله، بين الرباط ووجدة، ذهابا وإيابا في نفس اليوم. تعليق الصورة: حميد شباط خلال مشاركته في برنامج "90 دقيقة للإقناع".