إن الموجة التاريخية الهائلة بمدينة العرائش والإقليم تتطلب منا كفاعلين وعشقنا الجارف للوطن ، قدرة على التكيف الخلاّق مع المستجدات وإفرزات المرحلة ، بإعتبار هذه الآلية مكونا أساسيا "للاستيعاب الشامل للعمل السياسي" ، خاصةً في لحظات الانتقالات السريعة داخل المملكة و الجهة وإقليم العرائش ، الغالب فيها طابع التغير والدينامكية غير المنتظمة ، إذ تبدو أدق الحسابات السياسية عاجزة عن التواؤم الكامل مع هذه المتغيرات وحركتها الدافقة، مما يُصبح معه الحاجة لإعادة النظر من أجل التكيف المرن والخلاق للحسم و القطع بشدة مع الميوعة والتلاعب بوعي المواطنين عبر الادوات الضحلة والدونية ، قياسه دقة الاستشعار وعمق القراءة ومن ثم حسن التوجه وسرعة البديهة ، نظرا لحساسية المرحلة والموجات التاريخية و المتغيرات السياسية التي تصحبها ، بطريقة تتدحرج هذه الفرص ككرة الثلج لتصل الى العظمة من الفرص التي تسمح بها هذه التحولات ، بحيث تبتلع المخاطر وتكون المحصلة و التكلفة والعائدات إيجابية في خدمة الإنسان والوطن ... ولعل الأزمة الآنية ( للنخب) وطنيا و بإقليمينا كان إحدى تعبيراتها الفاقعة ما تضمنه نص خطاب رئيس الدولة "الملك محمد السادس" في الدعوة الى تقديم "المنتوج الجيد للمواطن" حيث أنّ الواقع هنا يؤكد خلاف لذالك ، كأنه تحدي صارخ لثالوث المؤطر للمملكة (الله الوطن الملك) ، فبعض التصورات والهواجس الخاطئة تحولت إلى ثوابت في ذهن ومسلكيات البعض كأنها قوالب مقدسة ، كإعادة الترشح مثلا وتورط البعض بشكل مباشرأو غير مباشر في مخلفات قانونية لها من الثأثير العميق على أمن وواقع التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية للدولة ، كما أن استخدام أموال غير شرعية في تمويل الحملات الانتخابية يؤثر بالسلب على مبدأ تكافئ الفرص .... فالكثير ممن يدعون أنهم "النخب" نهجهم ذات الثوابت غير الخيّرة و غير المقبولة تحليلا بأي شكل من الأشكال ، في ظل وضع به توصيفات جوفاء وسلوكيات سياسية بدائية و بديئة ليس لها إحاطة بالوضع العام ، من دوغمائية وشعبوية تنتج تحليلات وخطابات سياسية تقع ضمن المابعديات (مابعد العقل ، مابعد الحداثة..) هدفها ترويض للإنسان واستلاب مقدرته وإرادته الحرة ، على خلاف ما يجب أن يكون من فن الممكن وفن إدارة الأزمة والإنسان كما تم توصيفها من طرف ملك البلاد ضمنيا ، للوصول إلى أفضل النتائج التي تؤمن الحياة الكريمة وتعلي من قيمة الإنسان وترقى بشأنه.. إنّ هذه المقدمة هي فقط دافع للإحاطة والاستغوار في العام ليشكل الخاص في الإختيار والخيار المتاح بكل المقايس لا من حيث المحصلة أو القدرة على حمل المشعل أو المصادر المالية الشرعية أو حتى في ذات الانسان نفسه ، والتي لا تخرج عن هذه الحقائق بعينها ، فوقع الإختيار على السيد "عبد الإله حسيسن" ، بل تكليفه بمهمة الدفاع عن الإقليم والمدينة في "مجلس النواب"، ليست مجرد مصادفة مجردة من تحليل منطقي ،بل هو تجسيد متصاعد في سلم المسؤوليات والمهام الجماهيرية الأوسع والأصعب في مواجهة التحديات التي تواجه هذه الرقعة المهملة من الوطن ، من خلاله كرئيس للمجلس البلدي بالعرائش والتوافقات المرتبط بها جهويا ووطنيا ، فضلا عن صفاء السريرة و المنبع المالي واضح المصدر ، وإنفتاحه على شبكة من الشرفاء لها إقتران بالحس الوطني المرتفع، تستوعب هذا الخروج الفاقع والعلني الذي تحتاجه المرحلة السياسية بهذه الجغرافية، في المواصفات المنطبقة والمنضبطة مع روح الوطن والثمثلاث للقوى الخيّرة وليس المغررة بها أو الناعلة للنعمة جوهرها النقمة، ولباسها النفاق والاعتناق ، باطنها التنكر والغدر، ومجالها الخسة و لا اعتراف....فالمفصل الحيوي هنا نحو بلوغ الهدف والتمكين لإستمرار فكر ونضال الإصلاح ، و القطع مع زمرة "الشيح" و "الدفلة" بهدف توسيع دائرة الفعل الخلاق تحقيقا للهدف المشترك في إعادة لقراءة الحل المنحرف التي أفرزه الزمن السابق، بتعاقد جديد إنساني ملزم بعهود ثابتة لا تحتاج لا الى تأويل أو تحليل ، فالالتزام بالشرط النضالي الايجابي، البشارة ، المؤكد لعنوان المرحلة المقبلة مع السيد " عبد الإله حسيسن" بتغيرات جدرية سواء على مستوى التسير السياسي والإداري لجماعة العرائش أو الإقليمي ، هو المرتكز الهام نحو محطة نضالية و سياسية ستشهدها العرائش ، لأن الكوكبة النضالية المناضلة المتعاقدة على الشروط المعبرعنها سلفا مع السيد "عبد الإله حسيسن" تخرجت من مدرسة الشعب وامتحاناته المقترنة بالتحرر من شتى المؤثرات السلبية والوعي والاتصاف بالخلق الرفيع.. إن الرقي الذي أبان عنه السيد "عبد الإله حسيسن" والمتعاقدين معه عبر الاشارات الواضحة للتغيير بطرق وأساليب التدبير و التسير ، ولأول مرة بعد اتضاح المعادن وخلوهم من الشوائب وتبيان مواطن العلّة ، يستند إلى الدراسة والاستفادة من التجارب، التجارب الذاتية وتجارب الآخرين بروح الواقع الملموس بالتجرد من الذات الايديولوجية والسياسوية و العصبجية ،الذي يعد هذا هو المقياس والمفتاح وكلمة السر.. . فعندما تكون الذات تواقة ان تعرف مكنونها في واقع الحياة السياسية النضالية لخدمة الانسان كما هي القناعة الحاصلة لدى السيد "عبد الاله حسيسن" ، فبكل تأكيد يدفع كل القوى الخيّرة والطيبة والغيورة بوعي وصواب نحو الهدف المنشود ،لأن معرفة الأعداء من مخربي الدولة والنسيج الاجتماعي والفسدة في نقاط القوة والوهن ووسائل تحالفاتهم وأهدافهم الآنية يضع القوى الشريفة بهذا الاقليم والمدينة ودفعهم بقوة المنطق الى تقليص هامش المجهول و توسيع هامش المعلوم ، في مواجهة الشر المسلح بأسلحة إدارة الأذهان وتفتيت المواطنين بالادعاءات الواهية... فالسيد "عبد الإله حسيسن" رغم كل الدعاية السياسية خاصة ممن قدم لهم الصحن وبصقوا فيه إرتدت عليهم، فهو من يعمل بالجهد الإضافي و النوعي في تحقيق القفزات النوعية التي تستوعب الواقع وتجتاز المصاعب بنجاح، لاسيما وان خصومه يستخدمون أواصر التآمرية ، نفذت التفتيت والتقسيم لفرض السيطرة إداريا وسياسيا ، في محاولة لإنهاء وجوده كمخضرم سياسي، الأمر الذي تطلب وعيا منه ولو اكتشف بعد حين.. مما جعل الداعمين له والمتعاطفين معه حاليا في العلن والسر ترتفع بمؤشرات علمية أكثر تأثير وملحوظة على أرض الواقع .. ليعزز قوته بعد ان تحقق غرس الفكرة والنضال في قلبه في ظروف كالتي نعيشها اليوم من استقدام الغرباءو الوسطاء و المغامرين والصبية والفسدة وتجار الممنوعات ... بحيث ننتقل لمرحلة مؤسسة لحيز التنفيد ، تنفيد الاصلاح كمؤثر تعبوي افتقدناه منذ أمد لخدمة الانسان بعيدة عن الأدلجة المريضة تحت شعارات : "المرحلة نحو الهدف" "نحو خدمة الإنسان" "نعم لقطع دابر الشر" "لا للغرباء و الوسطاء" "لا لمناقر البوم ومخالب القطط" "لا لجردان الخشخاش".