"سيدة الجنة" إسم الفيلم الممنوع من العرض في العديد من الدول الإسلامية ومنها المغرب، وهو من إخراج إيلي كينج، وتاليف الكويتي ياسر الحبيب، يدخل في خانة الفيلم الروائي وليس الوثائقي، وبالتالي فهو عمل يجمع بين وقائع حقيقية تاريخية وأيضا احداث من إبداع وخيال الكاتب، ومن بين رسائله فضح وإدانة الفكر والممارسة الارهابيين لداعش. اذن هل منع الفيلم انتصار ضمني لداعش ولمن يحدو حدوها فكريا؟ ام احتجاج على قراءة ربما مختلفة عما ألفناه للتاريخ المشترك ؟ . عموما المنع في ظل الفضاءات الإفتراضية المفتوحة لن يفيد سوى في إشهار المنتوج الممنوع والترويج له وزيادة الطلب عليه، ولنا في تاريخ المنع والرقابة قصص كثيرة آخرها منع رواية "مذكرات مثلية"، عملا بمقولة كل ممنوع مرغوب فيه. لذلك الحل ليس هو ممارسة الرقابة والمنع والمصادرة وحتى المتابعة والسجن والتكفبر وغيرها من التهم الجاهزة تجاه كل من تجرأ وابدع ليغرد خارج السرب، بل هو الرد على العمل الإبداعي بعمل إبداعي أرقى منه وأكثر قدرة على الإقناع والدحض والتنفيد ومطارحة الفكر بالفكر وليس بالاجراء الإداري أو السياسي خاصة وأن قواعد وعوالم النشر تعددت ولم تعد حكرا على الدولة وحدها.