أحمد رباص تتداول المواقع الإخبارية المحلية خبرا مفاده أن عزيز أخنوش مقبل على تقديم استقالته من رئاسة التجمع الوطني للأحرار واعتزال المشهد السياسي نظرا للفضائح التي طاردته كلعنة مشؤومة. قبل الدخول في تفاصيل وحيثيات هذا الخبر يستحسن القيام بإطلالة سريعة على حياته الشخصية ومساره العملي والسياسي. ولد عزيزأخنوش بدوار أكَرض اوضاض بتافراوت، أكمل دراسته في الخارج وحصل على شهادة في التسيير الإداري بجامعة شيبروك الكندية سنة 1986، عاد إلى المغرب ليصبح بعدها رئيس مجموعة أكوا وهي شركة قابضة تسيطر على عشرات الشركات المتخصصة في توزيع البنزين والاتصالات والخدمات. وانتخب ما بين 2003 و 2007 رئيسا لمجلس جهة سوس ماسة درعة. وفي سونيو 2008 ترأس عزيز أخنوش وفداً مغربياً شارك في أشغال المؤتمر الدولي للماسونية بأثينا، كما أنه معروف عن مجموعته رفضها توظيف المحجبات. كان عضوا بمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وعضوا متصرفا بمؤسسة محمد السادس لإدماج السجناء. وهو عضو في مكتب الاتحاد العام لمقاولات المغرب وعضو مجلس إدارة البنك المغربي للتجارة الخارجية وعضو في مؤسسة “أكاديميا” ومجلس إدارة “بنك المغرب”، وسبق أن كان رئيسا لتجمع النفطيين المغاربة. وكان عضوا في خلية التفكير التي أسسها الملك الحسن الثاني سنة 1999 المعروفة ب”مجموعة 14”. وفي 29 أكتوبر 2016 انتخب أخنوش بالأغلبية رئيسا لحزب التجمع الوطني للأحرار. سبق لأخنوش أن التقى بمبعوث الأممالمتحدة الخاص بالتغير المناخي جوناثان بيرشينغ، وتباحث الاثنان حول تحضيرات مؤتمر الأممالمتحدة للتغير المناخي عام 2016 الذي كان قد عُقِد في المغرب بمدينة مراكش. في الجانب المتعلق بحياته الشخصية، أخنوش متزوج من سيدة الأعمال سلوى إدريسي والتي تملك شركة للمراكز التجارية وحائزة على حق الامتياز بالمغرب لشركات مثل جاب وزارا وغاليري لافاييت. لكن سنة 2018 ستبقى عالقة بذاكرة وزير الفلاحة ورئيس التجمع الوطني للأحرار لأنها شهدت سقوطه المدوي سيما بعد أن ووجه بهتافات “ارحل” التي أمطره بها حشد من المواطنين جاءوا لحضور نشاط ملكي بميناء طنجة، ومنذ تلك اللحظة وهو يتدحرج في هوية الانحدار. مباشرة بعد تعيين مؤقت لوزير مالية كعجلة سكور، حارب بقوة حتى يحافظ على تشكيلته في هذه الوزارة الاستراتيجية والمرادفة للقوة في حقيبته ويمنعها من الوقوع في أيدي حزب العدالة والتنمية. على الرغم من أنه يحكم معهم في ائتلاف أضعفته إقالة الوزير بوسعيد، إلا أن قائد حزب التجمع الوطني للأحرار استخدم جميع الوسائل والامكانيات المتاحة له لفرض شخص اختاره من صفوف الحزب ليحل محل بوسعيد المقال. كل المؤشرات كانت توحي بأن هذا الشخص يدعى مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي الحالي، المعروف عنه قربه من عزيز أخنوش. لم يواجه هذا الأخير صعوبة في فرض جواد رهانه الذي اشتهر أيضاً بانتمائه لعالم الأعمال والمال رغم تصميم الإسلاميين في حزب العدالة والتنمية وفي الحكومة على تقوية قبضتهم بحقيبة المالية من أجل إطلاق دينامية اجتماعية أكثر مرونة في ولايتها من خلال تنفيذ الإصلاحات التي أوصى بها الملك كجزء من خطة استعجالية. وقد علم الآن أن رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار الملياردير عزيز أخنوش قريب ان يغادر قيادة حزب الحمامة وانه سيقدم استقالته لأسباب لم تظهر ملامحها كاملة. وتقول مصادر سياسية ان حزب التجمع الوطني للاحرار يعيش جمودا بعد تراجع أخنوش عن حيويته التي ابداها منذ ان أطلق مشروع مائة يوم مائة مدينة….إلا انه تعرض لهجومات قوية وسخط من قبل المراقبين خصوصا بعد تصريحات ميلانو الايطالية. كما تلقى أخنوش انتقادات متتالية جعلته لم يقدر على مواجهتها خصوصا الحادث الاخير المتعلق بهدم بعض مشاريع تغازوت التي يعتبر اخنوش له مسؤولية سياسية واخلاقية عنها…لكون جهة سوس ماسة درعة تعتبر قلعة إنتخابية له. وفشل اخنوش في تقديم مشروع سياسي قريب من المواطن المغربي وليس التباهي والابراج العاجية التي استند عليها رفقة فريقه. وتتداول قيادات تجمعية في إمكانية نهاية زمن اخنوش الذي سقط على قيادة الحزب بعد الاستغناء عن مزوار.. ويسود ترقب داخل حزب الحمامة في ان يتداول المكتب السياسي للحزب في اجتماعه المقبل واقع الحزب التنظيمي والسياسي والاعلامي…حيث يعيش الحزب متاهات بين قيادته التي تعتبر انها مقصية من القرارات وأنها مجرد ديكور يؤثث به. في حين اختار البعض التواري الى الخلف وانتظار الايام المقبلة في تقديم اخنوش استقالته مع امكانية ان يتولى رشيد الطالبي العلمي او محمد أوجار.. قيادة الحزب لما يتوفران عليه من كاريزما سياسية داخل الحزب وخارجه. ويعيش حزب التجمع الوطني للاحرار انعزالية قاتلة بعد تخلي حزب الاتحاد الاشتراكي عنه والذي يخوض حملة ضده ظهرت على أعمدة جريدته الناطقة بلسانه..كما أن القيادة الجديدة لحزب الأصالة والمعاصرة لها موقف من أخنوش وقد سبق أن شن عبد اللطيف وهبي حربا على أخنوش. كما رصدت مقالات متعددة كيف فشل المخطط الاخظر ووزارة الفلاحة في النهوض بأوضاع الفلاح الصغير وهي معطيات أوردها بكل دقة تقرير المجلس الأعلى للحسابات.. كما من المحتمل ان يرصد مجلس المنافسة معطيات صادمة عن المحروقات التي يعتبر أخنوش من اكبر المستثمرين فيها.