تحول الأرجنتيني، أوسكار فيلوني، من مدرب كبير، حاز كل الألقاب الممكنة مع فريق الرجاء البيضاوي، الذي ملأ خزينة ألقابه في عهده، إلى “متسول” يستجدي تبرعات اللاعبين الذين كان سببا في نجوميتهم، حينما انتشلهم بفضل عينه التقنية التي لا تخطئ من المدارس الكروية بالبيضاء ليلحقهم بفريق الرجاء البيضاوي، ويضعهم في أول طريق النجاح والنجومية إذ احترف أغلبهم في دوريات أوروبا والخليج العربي وحملوا قميص المنتخب بفضل هذا الأرجنتيني الذي كان ظاهرة الدوري المغربي بامتياز. متاعب فيلوني بدأت حينما فرضت جامعة الكرة حمل ديبلومات وشهادات تدريب معترف بها من طرف الاتحاد الإفريقي “كاف”، لتدريب فيرق في دوري المحترفين، وأوسكار مدرب بالفطرة لا يملك هذه الشهادات وغنما يملك تجربة وتاريخ حافلا بالألقاب المحلية والدولية، لذلك تم طرده من فريق النادي القنيطري ليجد نفسه معرضا للعطالة، وللفقر بعدما استنزف علاج زوجته المصابة بورم سرطاني، كل أمواله، ليجد نفسه مفلسا “وحراكا” بالمغرب، يتسكع دون أوراق إقامة…ليتم ترحيله إلى بلده بالارجنتين بقرار من وكيل الملك، قبل أن يعود ويتعاقد مع الرابطة الرياضية البيضاوية المنتمي لدوري القسم الشرفي بعصبة الدارالبيضاء الكبرى، مشرفا عاما، ومنقبا على المواهب، وتدريب فريق درب غلف مع الإشراف على هيكلة الفئات الصغرى لهذا النادي. ويبدو أن المدرب الأرجنتيني قد قبل العرض مكرها، من أجل تسوية وضعيته القانونية وإنجاز إقامة بالمغرب، إذ قال أوسكار في تصريحات صحافية، إنه يفضل العيش في المغرب رغم النكبات التي عاشها وجحود كثير من أصدقاء الأمس، وأضاف: “حميد الصويري هو الشخص الذي لم يتنكر لي وقدم مساعدات إنسانية لزوجتي التي تخضع لعلاج بالأشعة الكيماوية، بينما كثير من رفاق الأمس أداروا وجوههم لي”. كان فيلوني ينتظر التفاتة كبيرة من الرجاء، سيما أنه حول هذا الفريق إلى ظاهرة كروية ليس في المغرب فقط، بل في القارة الإفريقية أيضا، بعد أن اكتسح ألقابا محلية وقارية وعربية، وبذلك تحول إلى المدرب الجوكر الذي تتمنى الفرق المغربية الحصول على خدماته لأن له وصفة سحرية قلما توجد لدى مدرب آخر، ففي سنة 1999 حصلت الرجاء على لقب البطولة، وعلى كأس إفريقية في نهاية جمعته أمام فريق الترجي التونسي، وعندما ذهب فولوني إلى الوداد البيضاوي سنة 2000 بعد سوء تفاهم مع بعض مسيري الرجاء، فإنه حصل معه على كأس العرش وكأس الكؤوس الإفريقية، وعاد مرة أخرى إلى الرجاء واكتسح ألقابا عربية، ثم عاد مرة أخرى إلى الوداد بحثا عن ألقاب أخرى. استطاع فولوني أن يتحول إلى مدرب غارقا في الألقاب حتى أذنيه، لكن بعد سنوات من البطالة..اصبح غارقا في الديون حتى أذنيه أيضا، لذلك وبعرفان كبير، تبرع اللاعب الدولي السابق يوسف السفري بمبلغ 30 ألف درهم لفائدة مدربه السابق…في انتظار صدقات أخرى لهذا المدرب المتخم ألقابا والجائع ماديا.