بنكيران: إذا كانت الانتخابات بالتعيين (فغير يمشو يبخرو بها) لم يستطع حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي عن إخفاء غضبه بسبب إقصائه من عضوية "المجلس الوطني لحقوق الإنسان"، الذي نشرت الجريدة الرسمية لائحة أعضائه الرسميين، ولم يظهر فيهم أي من إخوان عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب الإسلامي. ورغم أن المجلس الذي يوجد على رأسه إدريس اليازمي، استثنى أيضا من عضويته "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" و"العصبة المغربية لحقوق الإنسان"، وهما من بين أكثر الهيئات الحقوقية مصداقية الناشطة في مجال حقوق الإنسان، إلا ن حزب بنكيران كان هو أكثر المقصيين امتعاضا من قرار الإقصاء، هو و"منتدى الكرامة لحقوق الإنسان" المقرب من الإسلاميين. وقد عبر عن ذلك أحد أعضاء الحزب وأعضاء المنتدى، هو مصطفى الرميد، الذي صرح لجريدة "التجديد" المقربة من الحزب بأن "هناك جهات متنفذة داخل الدولة تريد إيصال رسالة إلى الإسلاميين مفادها، أيها الإسلاميون كلمتكم لاينبغي أن تسمع في هذه البلاد". وفي نفس السياق اعتبرت جريدة "التجديد" في افتتاحيتها أن "قرارا من هذا النوع يمثل ضربة لإرادة الإنذماج المؤسساتي للحركة الإسلامية المشاركة... كما أنه يسير في اتجاه إضعاف قدرة النظام السياسي على توسيع دائرة اندماج مختلف التوجهات والتيارات الاجتماعية الموجودة في المجتمع والفاعلة في بنياته". وأضافت الجريدة "إن هذا المسار المقلق يقدم تجسيدا جليا لمنطق إقصائي ثبت فشله في دول أخرى... وخدم في نهاية المطاف التوجهات الرافضة للعمل المؤسساتي الشرعي وأدى إلى انحسار التوجهات المعتدلة في تلك الدول، وهو مسلط نرفض أن يستنسخ في بلادنا، ولن ننزلق إليه مهما كانت الظروف." جريدة "أخبار اليوم" وصفت إقصاء الإسلاميين من مجلس اليازمي ب"الضربة الجديدة" التي توجهها الدولة إلى الإسلاميين وأوردت تصريحات للرميد يقول فيها "إن استمرار منطق الإقصاء لاحظناه في تعيين أعضاء الهاكا ولجنة تعديل الدستور ولجنة الجهوية...". أما زعيمه في نفس الحزب، عبد الإله بنكيران فرد على لذات الجريدة عندما سألته عما إذا كان لايخشى أن يطال الإقصاء حتى الانتخابات المقبلة بالقول: "الانتخابات معركة، أما إذا كانت مبنية على التعيينات والمنح (فغير يمشو يبخرو بها)، وأتحدث هنا مع جميع من يعنيهم الأمر". --- تعليق الصورة: إدريس اليازمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان وهو معين من طرف الملك، بالإضافة إلى ان ربع أعضاء المجلي البالغ عددهم 44 عضوا معينون من قبل الملك.