كما كان متوقعا، عرفت دورة المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المنعقدة يوم السبت الماضي بالمقر المركزي للحزب بالرباط، نقاشات صاخبة حول الوضع التنظيمي للحزب وكدا تدبير المكتب السياسي للمرحلة. وتميزت أشغال المجلس بهجوم جل التدخلات على إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي و الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان. وعلم موقع لكم، أن اغلب التدخلات ذهبت في اتجاه التعجيل بعقد المؤتمر الوطني للحزب في الصيف القادم وقبل الانتخابات التشريعية المقبلة "لتدارك ما يمكن تداركه قبل الانهيار التام للحزب وابتلاع حزب البام له" يقول قيادي في الحزب. إلحاح أعضاء المجلس الوطني على عقد المؤتمر الوطني للحزب في اقرب الآجال، دفع أعضاء المكتب السياسي إلى رفع أشغال المجلس مع الإبقاء على دورة المجلس مفتوحا إلى حين تقديم مقترحات المكتب السياسي خلال آجال لا تتعدى 15 يوما. في السياق نفسه، انتفض أعضاء المجلس الوطني ضد التقارب الحاصل بين لشكر وحزب "البام"، وفي هذا الإطار، هاجم عبد الهادي خيرات رفاقه في المكتب السياسي، معتبرا أن "البلاد تعيش أزمة سياسية حادة خصوصا بعد تداعيات أحداث العيون الأخيرة". بدوره انتقد عضو المكتب السياسي محمد بوبكري، الوضع التنظيمي للحزب وصوب كل أسهم النقد والاحتجاج لطريقة استوزار ادريس لشكر مضيفا أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية " في خطر ومهدد في مستقبل وجوده". أما شيخ النقابيين الاتحاديين، الطيب منشد، فبدوره لم يفوت الفرصة للهجوم على إدريس لشكر، منتقدا تدخل هدا الأخير في ترتيبات إعداد مؤتمر نقابة الفيدرالية الديمقراطية للشغل ودفع رئيس الفريق الفيدرالي بالغرفة الثانية حميد فتيحي إلى "خلخلة الوضع التنظمي بالنقابة". كما طالب الطيب منشد من المكتب السياسي، محاسبة من فوض لحميد فتيحي الظهور في برنامج حوار في حلقته الأخيرة، ليكون متحدثا باسم الحزب والنقابة. ودعا منشد المكتب السياسي بإصدار توضيحي، ردا على ما صرح به معد ومقدم البرنامج مصطفى العلوي، حين قال في الحلقة الأخيرة من برنامجه، انه اتصل بقيادة الحزب لتزوده باسم ومقترح ضيف باسم الاتحاد الاشتراكي، في إطار كوطا الحزب في الإعلام العمومي. الهجوم على إدريس لشكر، امتد أيضا إلى القطاعين الشبابي والنسائي، حيث هاجم الشباب الاتحادي تدخل لشكر في تحضير المؤتمر الوطني للشبيبة، فيما انتفضت الكاتبة الأولى السابقة للقطاع النسائي خديجة اليملاحي في وجه لشكر، محتجة على تحكم إدريس لشكر في مجريات المؤتمر النسائي الأخير.