قررت جمعيات أمازيغية مغربية مقاطعة المؤتمر السادس للكونغريس العالمي الأمازيغي المزمع عقده بتونس ودعت لعقد المؤتمر بمدينة أكادير في الوقت الذي قررت فيه جمعيات أخرى المشاركة استجابة لدعوة توحيد المؤتمر وتجاوز الخلافات بين المنظمات الأمازيغية ويقود الحقوقي شكيب الخياري حملة تعبئة واسعة في صفوف الجمعيات الأمازيغية المغربية، من أجل دعوتها للمشاركة في المؤتمر السادس للكونغريس العالمي الأمازيغي المزمع انعقاده بمدينة جربة التونسية في الفترة الممتدة ما بين 30 أكتوبر و2 نونبر المقبل، فيما رفضت بعض الجمعيات المشاركة في هذا المؤتمر وقررت عقد مؤتمر آخر باسم الكونغريس الأمازيغي بمدينة أكادير شهر دجنبر المقبل. وتعيش الجمعيات الأمازيغية المغربية حالة انقسام منذ المؤتمر السادس للكونغريس الأمازيغي الذي انعقد قبل نحو ثلاث سنوات، في نسختين بشكل متزامن واحدة انعقدت بمدينة مكناس وأفرزت قيادة خاصة بها، ونسخة ثانية انعقدت بمدينة تيزي وزو الجزائرية والتي أفرزت كذلك قيادة ثانية للكونغريس، ومنذ ذلك الوقت وهذه المنظمة العالمية الأمازيغية تسير برأسين أحدهما يقوده مغربي والثاني يقوده جزائري. وأوضح شكيب الخياري عضو المكتب الفيدرالي وعضو اللجنة التنظيمية للكونغريس العالمي الأمازيغي المكلف بالإتصال واستقبال الاستفسارات والمشاركات في مؤتمر تونس، أنه تم تشكيل لجنة تنظيمية تضم كلا الطرفين المنقسمين خلال المؤتمر السابق للكونغريس من أجل توحيد جميع التنسيقيات والجمعيات الأمازيغية المشكلة للكونغريس للمشاركة في تونس، وتقرر عقد اجتماع تنسيقي يوم 10 شتنبر المقبل، بمدينة الرباط، لتجاوز كل الخلافات السابقة ووضع تصور موحد للجمعيات الأمازيغية المغربية المشاركة في المؤتمر. وأكد الخياري في تصريح لموقع "لكم"، أن الجزائري لوناس بلقاسم رئيس الكونغريس الأمازيغي المنبثق من مؤتمر مكناس، باشر الإتصالات مع جميع الجمعيات الأمازيغية بما فيها التي تحفظت على المشاركة سابقا سنة 2008، لوجود رغبة مسبقة لدى الجميع لتجاوز كل الخلافات، وحول إختيار تونس لإحتضان المؤتمر المقبل الذي سينظم بتنسيق مع جمعية تونسية للثقافة الأمازيغية تأسست مباشرة بعد هروب بنعلي، بررت اللجنة التنظيمية ذلك بكون تونس تنتمي للمنطقة الجغرافية الأمازيغية وتنفس فها الأمازيغ أخيرا الصعداء بعد إسقاط نظام بنعلي الذي قمع الأمازيغ وحرمهم من التعبير عن هويتهم. وفي رده على دعوة الجمعيات المغربية للمشاركة في مؤتمر تونس، طعن رشيد رخا نائب رئيس الكونغريس الأمازيغي المنبثق من مؤتمر تيزي وزو الجزائرية وأحد الوجوه الأمازيغية الداعية لعقد مؤتمر الكونغريس في مدينة أكادير، في شرعية اللجنة التنظيمية الداعية للمؤتمر، وذلك طبقا للقانون الأساسي ولكون أعضائها غير محايدين، وأرجع اتساع هوة الخلافات بين الطرفين إلى غياب أدنى شروط الحوار، وأكد الرخا في اتصال مع موقع "لكم"، أن هناك العديد من الجمعيات الأمازيغية قررت مقاطعة مؤتمر تونس، لأن الهيئات المنبثقة عن المؤتمر الخامس المنعقد قبل نحو ثلاث سنوات بالجزائر، هي التي تتوفر على الشرعية القانونية لتحديد مكان وتاريخ انعقاد المؤتمر السادس، في حين يقول الطرف الآخر كذلك أنهم الهيئات المنبثقة عن مؤتمر مكناس المنعقد في نفس الفترة تتوفر على الشرعية القانونية وهي التي حددت تاريخ ومكان انعقاد المؤتمر السادس بتونس. وتراهن الجمعيات الأمازيغية على مؤتمر تونس لبعث رسائل للأنظمة الجديدة بالمنطقة من أجل رد الاعتبار للأمازيغية في تدبير المرحلة الجديدة وخاصة في ليبيا في ظل وجود عضو الكونغريس العالمي الأمازيغي فتحي خليفة في المجلس الانتقالي الليبي. ويعرف الكونغريس العالمي الأمازيغي الذي تأسس سنة 1997 بجزر الكناري، انشقاقا منذ سنة 2008 بعد عقد مؤتمرين في نفس الوقت، أحدهما بمكناس والآخر بمنطقة القبايل الجزائرية التي منعت سلطاتها 40 ناشطا أمازيغيا مغربيا من المشاركة في المؤتمر، بينهم أحمد الدغرني رئيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المنحل ورشيد راخا نائب رئيس الكونغريس الأمازيغي، حيث عناصر الشرطة الجزائرية بإحتجاز جوازات سفرهم مباشرة بعد نزولهم من الطائرة التي أقلتهم من مطار محمد الخامس إلى مطار الهواري بومدين.