26 سبتمبر, 2018 - 01:21:00 قال وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي إن التعليم الأولي يعتبر مدخلا أساسيا لإصلاح منظومة التربية والتكوين. وأوضح أمزازي، الذي حل، اليوم الأربعاء، ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، أن نسبة التعليم الأولي الحالي تبلغ 49,6 بالمائة، إذ يفوق عدد الأطفال المسجلين في التعليم الأولي 748 ألف طفل، في حين يبلغ عدد التلاميذ في سن التمدرس الأولي حوالي مليون و400 ألف طفل. وشدد على ضرورة مضاعفة الجهود لاستقطاب حوالي 700 ألف طفل غير ممدرس، ضمن برنامج عمل مسطر على مدى 10 سنوات في أفق تحقيق هدف 100 بالمائة من الأطفال المتمدرسين في التعليم الأولي، مسجلا أن الوزارة تستهدف 100 ألف طفل إضافي برسم الموسم الدراسي الحالي، من خلال إحداث 4000 قسم جديد وبلوغ نسبة 67 بالمائة في أفق 2021. وأضاف أن تعميم التعليم الأولي في أفق 2027 سيتطلب إحداث 50 ألف حجرة، وتكوين 65 ألف مربي ومربية، وتكوين 950 منشطا ومنشطة، مستعرضا إجراءات تحسين الجودة المتمثلة على الخصوص في تفعيل الإطار المنهاجي وتفعيل الإجازة المهنية لتكوين المربيات والمربين، وتأهيل التعليم الأولي القائم. وقدم أمزازي معطيات حول مستجدات الدخول المدرسي الحالي، مبرزا أن أزيد من تسعة ملايين و613 ألف تلميذ وتلميذة يستيفيدون من منظومة التربية والتكوين، منهم حوالي سبعة ملايين و900 ألف في قطاع التربية الوطنية، وأزيد من 776 ألفا في قطاع التكوين المهني، وحوالي 937 ألف طالب وطالبة في قطاع التعليم العالي. كما استعرض مستجدات مختلف البرامج الاجتماعية المندرجة في إطار مواكبة الأسرة، وتشمل على الخصوص برنامج "تيسير" و"مبادرة مليون محفظة"، الرامية إلى دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي وتشجيع النجاح الدراسي. وفي هذا الإطار، انتقل عدد المستفيدين من برنامج "تيسير للدعم المالي المشروط"، منذ إحداثه سنة 2008، من 87 ألفا و795 إلى 706 آلاف و359 تلميذا، فيما انتقل عدد الجماعات المستهدفة من 132 إلى 434 جماعة قروية، ومكن من تقليص نسبة الانقطاع المدرسي ب57 بالمائة وارتفاع نسبة إعادة تسجيل المنقطعين ب37 بالمائة، كما سيتم توسيع الاستفادة من هذا البرنامج برسم الموسم الدراسي الحالي ليشمل مليون و380 ألفا و841 تلميذا إضافيا، من الفئات الاجتماعية المعوزة والمجالات الجغرافية الهشة، ليبلغ العدد الإجمالي حوالي مليونين و87 ألفا و200 مستفيد. وتم أيضا، في إطار البرنامج الاجتماعي، الرفع من القيمة اليومية المخصصة للمطاعم المدرسية والداخليات لفائدة حوالي مليون و443 ألف تلميذ وتلميذة، بكلفة إضافية تناهز 570 مليون درهم، وكلفة إجمالية تصل إلى حوالي مليار و475 مليون درهم. كما بلغت الكلفة الإجمالية للمبادرة الملكية "مليون محفظة"، 420 مليون درهم، استفاد منها أربعة ملايين و365 ألف تلميذ وتلميذة. ويشمل الورش البيداغوجي ضمن إصلاح منظومة التربية والتكوين، يضيف أمزازي، تحسين ظروف التعليم وتعزيز جاذبية المدرسة، من خلال تعميم إلزامية التعليم من 4 إلى 16 سنة، مسلطا الضوء على أهداف الحد من الاكتظاظ المتمثلة في تحديد عدد التلاميذ في أقسام السنة الأولى ابتدائي في 30 تلميذا، و34 تلميذا كحد أقصى بالنسبة لباقي أقسام التعليم الابتدائي، و36 تلميذا بالنسبة للثانوي الإعدادي والتأهيلي، وهو ما يتطلب توظيف 20 ألف أستاذ سنويا. ويهم الورش أيضا رقمنة العملية التعليمية من خلال وضع موارد رقمية رهن إشارة المتعلمين وتعزيز وتطوير برنامج التربية غير النظامية. وفي إطار تنزيل الهندسة اللغوية، أكد أمزازي على ضرورة تمكين التلاميذ من إتقان اللغة العربية، والتواصل باللغة الأمازيغية واللغات الأجنبية، مشددا على ضرورة تطوير القدرات اللغوية للأساتذة بغية إنجاح ورش اعتماد اللغات. ويهم إصلاح البرامج والطرائق البيداغوجية، حسب عرض الوزير، اعتماد القراءة المبكرة وتعزيز المهارات القرائية، ومأسسة تحدي القراءة، وتطوير التعلمات بالرياضيات والعلوم باستخدام مقاربات بيداغوجيا التعلم بالخطأ، وإقرار نظام ناجع للتوجيه. وأشار أمزازي، في إطار البرنامج الخاص بتكوين المدرسين، إلى فتح أزيد من 80 مسلكا للإجازة على مستوى جميع الجامعات، مؤكدا أن الارتقاء بتدبير الموارد البشرية يمر عبر ترسيخ ثقافة الحوار والتشاور مع الشركاء الاجتماعيين، وتفعيل نظام أساسي خاص بأطر الأكاديميات، وإرساء تعاقد ثقة مع الفاعلين التربويين.