10 أبريل, 2018 - 11:35:00 في اليوم الثاني للاستماع إلى إفادته، كشف ناصر الزفزافي، قائد "حراك الريف"، عن التعذيب والمعاملة المهينة التي تعرض لها عندما اعتقل لأول مرة في الحسيمة. وقبل الحديث عن تفاصيل التعذيب والمعاملة المهينة التي تعرض لها طلب الزفزافي من والدته مغادرة قاعة المحكمة. وروى الزفزافي، الذي كان يتحدث مساء الثلاثاء أمام محكمة الجنايات بالدارالبيضاء، أنه يوم اعتقاله بأحد المنازل التي كان يأوي إليها بمنطقة تروكت بنواحي الجسيمة استيقظ في الصباح الباكر على صوت تكسير الأبواب والصراخ، فظل متجمدا في مكانه حتى دخل عليه ثلاثة من عناصر القوة الأمنية التي جاءت لاعتقاله. وقال الزفزافي أن أحد العناصر الثلاثة قام بصربه على رأسه بآلة حادة حتى شج رأسه ونزفت منه الدماء، بينما بادر آخر بضربه بالأصفاد على مستوى عينه قبل تصفيده، وقام الثالث بتوجيه ركلات له على مستوى بطنه، وهو يطلب منه ترديد عبارة "عاش الملك"، وحتى عندما قام بقولها في المرة الرابعة بعد أن كان يضرب ويصفع في كل مرة يرفض الاستجابة، تم ضربه مرة أخرى بدعوى أنه لم يقلها من قلبه. وأضاف الزفزافي الذي بدا متأثرا وهو يحكي ما جرى له وفي نفس الوقت يغالب دموعه، لأنه كما قال لا يريد أن يبكى لأن ذلك ما كان يسعى إليه من اعتقلوه وعذبوه، أنه تم رميه خارج الغرفة التي كان يوجد فيها بركلة من أحد عناصر الأمن، وطيلة فترة اعتقاله كان يسمع وابلا من الشتائم تمس الدين وتنال من شرف أمه، من قبيل: "دين مك"، "ابن العاهرة"، "أولاد السبليون"، "الأوباش"، "ولد الكلبة". وزاد الزفزافي، الذي كان يقسم كل مرة على صدق ما كان يرويه، أن "أحد عناصر الفرقة الوطنية" قام بصرب رأسه مع الحائط، بعدما أخرجوه من الغرفة التي كان يوجد فيها، مضيفا بأن "أحدهم وضع أصبعه في دبري"، ولما قال له "حشومة عليك"، تقدم آخر و"خشا ليا عصا في دبري وكينزل ليا السروال". ولم يتوقف وصف الزفزافي لما ادعى أنه تعرض هنا، مضيفا بأن أحد عناصر الأمن قام بوضع جوارب في أنفه وقال له "شم الخانز" . وقال الزفزافي إن الضرب والصفع لم يتوقف حتى بعد أن نقل داخل سيارة الشرطة وهو حافي القدمين والدماء تنزف من رأسه، بينما كان عناصر الأمن الذين أوقفوه يلتقطون له صورا بهواتفهم النقالة، بعضها عبارة عن "سيلفي"، قبل أن تقله "هيلوكبتر" جهزت خصيصا لتقله إلى مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الدارالبيضاء. إلى ذلك حكى الزفزافي أن أحد العناصر خاطبه قائلا: "واش انت قد (فؤاد علي) الهمة تتاجبدو على فمك"، وعندما تم وضعه في "الهيلوكبتر" قال له أحدهم بأنه سيتم نقله إلى "تازمامارت".