21 يناير, 2018 - 04:34:00 في سياق توالي الأحداث المأساوية بمعبر "تاراخال2" بباب سبتة، أجمعت فعاليات سياسية وحقوقية بمدينة الفنيدق، على أن ما يقع يرقى لمنزلة الكارثة الوطنية. وتطرق مجموعة من الفعاليات بالمدينة، في ندوة نظمت بمقر جماعة العدل والإحسان بالفنيدق، بعنوان "المأساة الإنسانية بمعبر باب سبتة- بين مسؤولية الدولة ودور المجتمع المدني"، للتقديرات المختلفة للموقف إزاءها وتقييم الأداء الرسمي وتعاطي المجتمع المدني مع تطوراتها الأخيرة ، وكذا لاستشراف آفاق المعالجة الممكنة وسيناريوهات العمل لمحاصرة آثار هذه "المأساة" والحد من مضاعفاتها الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية. وقال محمد بن عيسى رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، ان ما وقع يرقى للكارثة الوطنية، بعدما اختطفت حوادث التدافع ستة أرواح من بين العاملات بالمعبر. وفي ذات السياق، أشارت هاجر الحداد -عن القطاع النسائي لجماعة العدل والإحسان، إلى ان مسلسل قتل مستمر في صمت. وأكد الناشط السياسي الخليل الجباري أن استمرار الوضع المأساوي بالمعبر واستفحاله راجع أساسا لدوائر الفساد والريع المالي والمؤسسي التي نشأت وامتدت ترابطاتها المنفعية ذات الصلة بالمعبر وأنشطة التهريب. بدوره، حذر ياسين يكور عضو المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي، من مغبة التماهي بين بؤر الفساد الضالعة في أزمة المعبر الحدودي مع النخبة السياسية المحلية إلى الحد الذي تصير معه الأولى "منتجة للثانية". في المحور المتصل بتقدير سلوك ضحايا المعبر من ممتهني التهريب المعيشي وضعف الوعي بمأساتهم، أكدت الفاعلة النقابية نهاد فضالي على ضرورة مراعاة وضعهم الاجتماعي الموغل في الهشاشة وغياب أدنى مستوى من التأطير النقابي والحقوقي لصالحهم وخاصة إذا تعلق الأمر بمهاجرين وافدين على المدينة يشتغلون في نشاط معيشي خارج القانون. ودعا الناشط الجمعوي محمد الدواس إلى ضرورة مراعاة وضع الإكراه الاجتماعي الذي تعيشه هذه الفئة في غياب أي بديل اقتصادي تنموي من طرف الدولة. من جهته، عزا جمال الشعيري -عن جماعة العدل والإحسان- تفاقم حدة الأزمة الاجتماعية بالمدينة وحال الاضطراب الذي تعيشه الساكنة عامة والمشتغلون بالمعبر إلى افتقاد الدولة وممثليها بالجهة لأي تصور عن الهوية الاقتصادية للمدينة وتضارب ذلك بين تجارية خدماتية، إلى عقارية سياحية آلت كلها للفشل. ودعا الخليل بنعيسى -كاتب فرع حزب الاستقلال الدولة إلى ضرورة تحمل مسؤوليتها في هذا الشأن تعقيبا على المداخلات التي رأت في الشارع ملاذا ملحا للدفع بالملف. بدوره، ثمن عبدالرحمن منظور الشعيري، مقترحات المتدخلين، داعيا لمواصلة الحوار في أفق صياغة نداء باسم فعاليات المدينة يستعرض مساهمتها في الحلحلة وتقديرها للموقف بكل أبعاده. وخلص المتدخلون في سياق اقتراح خطط العمل المستقبلية وآليات التجاوز إلى صياغة مقترحات انصبت في مجملها على ضرورة تجاوز النموذج التنموي المحلي للمدينة والبحث عن بدائل اقتصادية تساعد على طي "حقبة المعبر".