31 ديسمبر, 2017 - 07:56:00 خرج الآلاف من سكان مدينة جرادة ونواحيها، لليوم العاشر على التوالي، في مسيرة تعد هي الأضخم منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات عقب مصرع شابين شقيقين داخل بئر عشوائي لاستخراج الفحم الحجري. واتجهت المسيرات القادمة من عدة أحياء، كحي حاسي بلال والمسيرة، صوب ساحة البلدية بجرادة قصد الاحتجاج هناك، حيث حجت الآلاف من الحشود الغفيرة مساء اليوم الأحد 31 دجنبر 2017، للمكان للمطالبة برد الاعتبار لضحايا "استغلال الفحم الحجري" بالمنطقة. محمد شلاي، الناشط الاعلامي والجمعوي بالمنطقة قال في اتصال مع موقع "لكم"، إن "الاحتجاجات متواصلة لليوم العاشر على التوالي بذات الزخم والحجم"، مضيفا أن "الجديد هو تعبير نشطاء الحراك عن عدم اعترافهم بالمنتخبين وممثلي المجتمع المدني الذين التقوا بوالي الجهة وعامل الاقليم بدعوى عدم امتلاكهم شرعية تمثيل الساكنة". وأوضح شلاي أن "المحتجون مصرون على ضرورة إيفاد لجنة وزارية للمدينة للاستماع مباشرة لمطالب المواطنين وتوفير بديل اقتصادي، وتجديد الدعوة لرحيل العامل والباشا المدينة...من المطالب أيضا إعادة النظر في صيغة الرعاية الصحية لمرضى السيليكوز".
وأكد المتحدث، أن الحراك ما زال يسطر ملاحم في السلمية والتضامن بين المواطنين والتعبير بتحضر وتشكيل لجان في الأحياؤدء للتنظيم وحماية الممتلكات والمرافق العامة. ورفع المحتجون في مسيرتهم شعارات قوية وهم يودعون سنة 2017، من قبيل "يا شهيد رتاح رتاح .. سنواصل الكفاح"، و"الشعب يريد بديل اقتصادي"، و"هي كمة واحدة هذه الدولة فاسدة"، "سلمية سلمية لا حجرة لا جنوية"، في الوقت الذي قام فيه نشطاء بحماية رجال الأمن وسيارات القوات العمومية، من خلال سلاسل بشرية. وعرفت مسيرة "الأحد" مشاركة واسعة من لدن مواطنين قدر عددهم بالآلاف، في حين اتسمت بحضور لافت للعنصر النسوي. وتخللت التظاهرة التي عاشتها جردة في آخر يوم من سنة 2017، كلمات النشطاء وإلقاء قصائد شعرية حول الأوضاع المزرية التي تعيشها المنطقة، كما هاجم المحتجون الحكومة واصفا إياها ب"الحكومة الوهمية". وأفادت مصادر "لكم" من عين المكان، أن الساكنة مصرة على الاستمرار في نضالها حتى تحقيق ملفها المطلبي الذي تلخصها شعارات المحتجين في شعار "الشعب يريد بديل اقتصادي". ويأتي حراك جرادة، ليخم سنة 2017 بعد مسار طويل من الاحتجاجات التي عرفها المغرب، والتي قدرت أعدادها حسب ما نشرته الصحف المغربية ب"17 ألف نشاط احتجاجي" خلال نفس السنة، وكان أبرزها الحراك الشعبي بالريف.