26 مارس, 2017 - 03:21:00 قال محمد يتيم، عضو "اللجنة التنفيذية" لحزب "العدالة والتنمية: إن مشكلة تعذر تشكيل الحكومة في عهد عبد الإله بنكيران، لم تكن هي مشاركة "الاتحاد الاشتراكي"، بما أن بنكيران نفسه ما فتئ يدعو هذا الحزب إلى المشاركة في حكومته منذ عام 2011. وأكد يتيم، الذي يعتبر "منظر" الحزب، في تدوينة طويلة نشرها على حسابه الخاص على "فيسبوك"، أن الاعتراض على مشاركة "الاتحاد الاشتراكي"، بدأ عندما تحولت هذه المشاركة الى "شرط واقف"، على حد وصفه، من قبل أحزاب أخرى أرادت أن "يدخل الحكومة عنوة عبر نافذتها وليس عبر بوابة رئيس الحكومةً". وفي تبريره لقبول دخول "الاتحاد الاشتراكي" في الحكومة التي سيقودها سعد الدين العثماني، قال كتب يتيم "في المفاوضات الأخيرة تغير الشكل، وتغيرت معطيات أخرى أخذها رئيس الحكومة ومعه حزبه بعين الاعتبار"، لكن يتيم لم يكشف عن الشكل والمعطيات التي قال إنها تغيرت. وفي دفاعه عن بنكيران، قال يتيم "إن نجاح العثماني في تشكيل الحكومة لا يعني فشل بنكيران في ذلك و(صمود) هذا الأخير لا يعني تخاذل الأول، فكلاهما كان مصيبا بحسب المعطيات التي كانت متوفرة، وكلاهما اجتهد من خلال تلك المعطيات". وأضاف يتيم أن منهج "العدالة والتنمية" هو "الإصلاح من الداخل"، معتبرا أن هذا المنهج "يتغير بمجرد إقدام أو إحجام، ولا بخسارة أو كسب مواقع، ويكفي ان تطورات الواقع السياسي تبين بالملموس أن قبول بمبدأ المشاركة ليس هو الطريق الأيسر والأسهل ، وانه طريق مفروش بالورود! وانه ليس طريق الانبطاح كما يزعمون". وزاد يتيم قائلا إنه "لولا الإصرار على المشاركة السياسية المؤسساتية لما انكشفت عدة معطيات، ولما كان هناك هذا الحجم من الوعي والتتبع لمسار البلوكاج، وتلك المواقف المساندة أو المعارضة لتشكيل الأغلبية الحكومية بالشكل الذي تمت به، ولا تلك المواقف المتحسرة على المنهجية الديمقراطية، وباختصار لما كان هذا التنامي الملموس في الوعي السياسي والاهتمام بالشأن العام". واستشهد يتيم ببعض أدبيات نسبها إلى كارل ماركس ولينين، خاصة تلك التي تتحدث عن مفاهيم "التناقضات الأساسية" و"التناقضات الثانوية"، و"خطوة إلى الوراء من اجل خطوتين إلى الأمام". واستحضر يتيم تجربة حزب "النهضة التونسي"، ونقل عن مؤسسه ومرشده راشد الغنوشي قوله ليتيم "لقد قررنا أن نلقي بأنفسنا خارج السفينة كي لا تغرق السفينة ونغرق جميعا". من جهة أخرى، قال يتيم إن بنكيران "كان على وعي منذ البداية بصعوبة المهمة، كما أصبح على اقتناع تام قبل إعفائه بأسابيع بان تشكيلها للحكومة قد أصبح متعذرا، وكان عازما على أن يرفع الأمر إلى الملك، وكان ينصح من قبل عدد من مستشاريه بتأجيل ذلك ". وأكد يتيم أن بنكيران كان مع خيار تعيين شخص ثاني من حزب "العدالة والتنمية" للخروج من الأزمة. وكشف يتيم أنه كان هناك ما يشبه الإجماع في "المجلس الوطني" (برلمان الحزب) على "استبعاد خروج الحزب للمعارضة، وتقدير عالي لكلفته على البلاد والمجتمع، وانتظارات المواطنين الذين أرادوا لتصويتهم المكثف على الحزب أن يواصل مسيرة الاص"، على حد تعبيره. وأوضح يتم أن "العدالة والتنمية" لم يرد أن "يهدر فرصة ثانية أتيحت له لتشكيل الحكومة مما سيعطي الفرصة للمتربصين به ليقولوا إنه حزب متعنت يسعى للهيمنة".