ب 06 مارس, 2017 - 11:28:00 أعلن رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق آلان جوبيه الإثنين، أنه لن يخوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أبريل وماي بدلا عن مرشح اليمين فرنسوا فيون الذي يواجه فضيحة تتعلق بوظائف وهمية لكنه أكد رغم ذلك تمسكه بترشيحه. وجرى التداول باسم جوبيه الذي خسر الانتخابات التمهيدية لليمين في نونبر الماضي أمام فيون، لكي يحل محل المرشح اليميني الذي يواجه متاعب قضائية في قضية وظائف يرجح أنها وهمية استفادت منها عائلته، لكن رئيس الوزراء الأسبق وضع حدا لهذه التكهنات بتأكيد عدم خوضه السباق. وقال جوبيه (71 عاما) "أؤكد بشكل نهائي، لن أكون مرشحا لرئاسة الجمهورية"، مضيفا، "لقد فات الأوان بالنسبة لي" موضحا أنه ليس قادرا في الوقت الراهن على "تحقيق لم الشمل اللازم حول مشروع يوحد الصفوف". وتحدث جوبيه بلهجة حادة عن فرنسوا فيون وانتقد "تعنته". وقال "إن إطلاق تحقيقات قضائية بحقه ونظام دفاعه القائم على التنديد بمؤامرة مفترضة وبرغبة في اغتياله سياسيا، قادت إلى طريق مسدود". وأعلن فيون الأسبوع الماضي إنه يتوقع أن توجه إليه التهم قريبا في التحقيق في الرواتب التي تلقتها زوجته بنيلوب واثنان من أولاده عن وظائف يعتقد أنها وهمية كمساعدين برلمانيين. وكان فيون الذي تسجل شعبيته تراجعا كبيرا، أكد الأحد بعد ساعات من جمعه عشرات آلاف الأنصار في باريس خلال النشرة المسائية لقناة "فرانس2" العامة، إنه لن يسحب ترشحه وإنه "الوحيد الذي يقرر" بهذا الشأن. يلتقي فيون الإثنين قادة حزبه لتقييم الوضع. ويعقد اجتماع اللجنة السياسية لحزب "الجمهوريين" عند الساعة 17,00 ت غ. فيما تدور تساؤلات عما سيخرج عنه. الأمر الواضح بكل حال، هو أن فيون أكد مساء الأحد استقلاليته قائلا "ليس الحزب من يقرر (..) طبعا أنا أتحدث مع كل من يريدون الحديث معي، لكن (لا أحد) يتخذ القرار مكاني. أنا وحدي من يفعل ذلك". من جهته اقترح الرئيس السابق نيكولا ساركوزي على فيون وجوبيه أن يلتقيا "للتوصل إلى مخرج مشرف وجدي لوضع لا يمكن أن يستمر". وكشف لبعض أعضاء الحزب الأحد "الأمر انتهى بالنسبة لفيون". "خروج مشرف" تخلى عن فيون أكثر من 300 مسؤول منتخب كانوا يدعمونه بينهم مدير مكتبه والمتحدث باسمه، وذلك بسبب القلق إزاء تراجعه في استطلاعات الرأي التي تتوقع خروجه من السباق منذ الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية في 23 أبريل أمام مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن ومرشح الوسط إيمانويل ماكرون. وقال ثلاثة من رؤساء المناطق اليمينيين إنهم يريدون مقابلة فيون لاقناعه ب"خروج مشرف". ويتزايد القلق بين اليمين من هزيمة جديدة بعد خمس سنوات من هزيمة نيكولا ساركوزي أمام الاشتراكي فرنسوا هولاند. والاستطلاعات تؤكد هذا القلق. فبحسب أرقام لاستطلاع معهد سوفريس نشر مساء الأحد فإن آلان جوبيه (24,5 بالمائة) يمكنه أن يمر إلى الجولة الثانية في 7 مايو إذا ترشح، وذلك خلف مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن (27 بالمائة). في المقابل فإن فيون (17 بالمائة) الذي يشهد تراجعا حادا سيخرج من السباق منذ الجولة الأولى في 23 أبريل متخلفا كثيرا عن لوبن (26 بالمائة) وماكرون (25 بالمائة). لكن فيون أبدى تمسكا بموقفه خصوصا إثر الحشود التي عبرت عن دعمها له الأحد قائلا إن عددهم 200 ألف في حين قدرت الشرطة عددهم ب40 ألفا. وهتف نصاره الأحد وسط غابة من الإعلام الفرنسية "فيون اصمد، فرنسا تحتاجك". ومع إقراره "بجانب من المسؤولية" في "المعاناة" التي يمر بها، فإن فيون (63 عاما) لا يزال مقتنعا بأن مشروعه "هو الوحيد الذي يمكن أن يتيح نهوضا وطنيا". وانضمت إليه زوجته بنيلوب على المنبر في نهاية كلمته الأحد. وخرجت هذه المرأة المتكتمة عن صمتها في مقابلة مطولة الأحد أكدت فيها أنها تولت "مهاما متنوعة" بوصفها مساعدة برلمانية وأنها نصحت زوجها ب"المضي حتى النهاية" في السباق. ويتوقع أن يتم توجيه الاتهام قريبا لفرنسوا فيون في قضية وظائف وهمية لزوجته واثنين من أولاده.