ب 25 يناير, 2017 - 09:28:00 وقع الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاربعاء مرسوما يطلق مشروع بناء الجدار على الحدود بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك، الوعد الاكثر رمزية ابان حملته الانتخابية. وبعد خمسة ايام من توليه منصبه، وقع الرئيس الجمهوري ايضا مرسوما آخر حول التطبيق الصارم لقوانين الهجرة يتضمن خصوصا تدابير ضد "مدن الملجأ" التي تؤوي المهاجرين غير الشرعيين. واعلن البيت الابيض ان ترامب سيزور مقر وزارة الامن الداخلي بعد ظهر الاربعاء حيث سيوقع سلسلة مراسيم متعلقة بالهجرة. وقال المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر "بناء هذا الجدار ليس مجرد وعد انتحابي، انه خطوة اولى من الحس السليم لتأمين الحدود التي يسهل اختراقها اليوم". واعلن انشاء مزيد من مراكز الاحتجاز على طول الحدود لجعل احتجاز واعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى بلدانهم الاصلية "اكثر سهولة واقل كلفة". ووصل وفد رسمي مكسيكي الى واشنطن للشروع في إعادة التفاوض بشأن اتفاقية التجارة الحرة النافتا (الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك). لكن وزير الاقتصاد الديفونسو غوجاردو حذر بوضوح من وجود "خطوط حمر" لا يمكن تجاوزها. ويهدف هذا الاجتماع الأول بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك للتحضير للاجتماع بين الرئيس الجديد ونظيره المكسيكي انريكي بينيا نييتو في 31 كانون الثاني/يناير في واشنطن. وردا على سؤال لتلفزيون "ايه بي سي" اكد في وقت سابق ترامب ان هذا الجدار الذي ينبغي ان يبدأ تشييده "في الاشهر القادمة"، ستموله المسكيك في نهاية المطاف. واضاف "سنسترد مستحقاتنا لاحقا من خلال التعاملات مع المكسيك". واجاب ردا على سؤال حول تاكيد الرئيس المكسيكي عدم دفع الاموال لهذا الغرض "انه مرغم على قول ذلك". واضاف "لكنني اقول انه سيكون هناك دفع اموال، حتى لو ان ذلك قد يكون معقدا". وقد كتب ترامب في تغريدة مساء الثلاثاء "يوم عظيم غدا حول الامن الوطني. من بين امور عديدة، سنبني الجدار". ووقف تدفق المهاجرين الى الولاياتالمتحدة كان ابرز مواضيع حملة ترامب الانتخابية التي اعلن خلالها رغبته في بناء جدار بطول 3200 كلم على الحدود بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك. وبعض الحدود مغلقة، لكن ترامب قال انه يجب بناء جدار لوقف دخول المهاجرين غير الشرعيين من دول اميركا اللاتينية. وعبر خبراء عن شكوك فعلية حول فاعلية الجدار في وقف الهجرة غير الشرعية، او ما اذا كان المشروع يستحق عناء استثمار مليارات الدولارات فيما هناك وسائل اخرى اقل كلفة لتحقيق نفس النتائج. لكن المسألة اصبحت من ابرز مطالب اليمين الاميركي الذي يشكل قاعدة ترامب الناخبة. وتعهد ترامب خلال الحملة الانتخابية طرد مرتكبي الجنح من المهاجرين السريين من الولاياتالمتحدة وبناء جدار على طول الحدود بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك. لكن مشروع الجدار يصطدم بعدة اجراءات يجب اتخاذها مسبقا، فالكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون يجب ان يؤمن اموالا جديدة عند اقتراب المشروع من التنفيذ فيما امضى حزب ترامب سنوات طويلة يدعو الى ضبط الميزانية. كما ان قسما كبيرا من الاراضي المطلوبة لبناء الجدار تعود لجهات خاصة ما يعني اجراءات قانونية طويلة ونفقات استملاك ومعارضة سياسية. وكان ترامب وعد بجعل المكسيك تدفع تكاليف الجدار وبدأ مساعدو الرئيس الاميركي بالنظر برفع تعرفات عبور الحدود ضمن سبل "تدفيع المكسيك". حظر دخول مسلمين؟ وكان ترامب تحدث ايضا خلال الحملة الانتخابية عن حظر دخول مسلمين الى الولاياتالمتحدة. واشارت معلومات الى انه ينظر في خطوات لوقف او ابطاء تدفق المهاجرين وخصوصا من سوريا ودول اخرى ذات غالبية مسلمة. وفر حوالى 4,8 ملايين سوري الى الدول المجاورة لسوريا وفقا للامم المتحدة. ووصل نحو 18 الف سوري الى الولاياتالمتحدة. وقال مسؤولون سابقون ان ترامب يمكن ان يبطىء العملية عبر وقف حصص المهاجرين والبرامج المتعلقة بتلك المسالة. وذكرت صحيفة واشنطن بوست ان المراسيم التي سيوقعها تحد من هجرة اللاجئين والحاصلين على تأشيرات دخول الى الولاياتالمتحدة من العراق وايران وليبيا والسودان والصومال وسوريا واليمن. ويواجه مواطنو هذه الدول عراقيل كبرى في الحصول على تأشيرات لدخول الولاياتالمتحدة. لكن هذه الخطوة اثارت تنديدا حتى قبل اعلانها. وقال تريتا بارسي من المجلس الوطني الايراني الاميركي ان "دونالد ترامب يؤدي عملا جيدا في الوعود المعيبة والتمييزية التي قطعها خلال حملته الانتخابية". واضاف "دعا الى حظر دخول المسلمين والان يتخذ اولى الخطوات لتطبيق ذلك. هذا الامر لن ينجح. الشعب الاميركي افضل من هذا". اعادة فتح سجون "سي آي ايه" السرية من جهة أخرى ذكرت صحف اميركية الاربعاء ان الرئيس دونالد ترامب يعد مرسوما قد يؤدي الى اعادة فتح السجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) في الخارج بعد ان منعها باراك اوباما. لكن المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر قال "هذه ليست وثيقة تعود الى البيت الابيض. لا اعلم تماما ما هو مصدرها". وينص مشروع المرسوم من ثلاث صفحات والذي نشرته صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست على سحب المراسيم التي وقعها اوباما في كانون الثاني/يناير 2009 وامرت باغلاق معتقل غوانتانامو، الامر الذي رفضه الكونغرس، ومواقع اخرى للسي آي ايه خارج البلاد مع السماح للصليب الاحمر بالوصول الى جميع معتقلي الولاياتالمتحدة في العالم ووضع حد لاساليب الاستجواب التي تعتبر بمثابة تعذيب. ومشروع المرسوم المذكور لن يكون كافيا وحده لاعادة فتح سجون السي آي ايه التي اقيمت سرا ابان ولاية جورج بوش الابن في بداية "الحرب على الارهاب" في بلدان عدة مثل بولندا وليتوانيا ورومانيا وافغانستان وتايلاند. لكنه يمهد الطريق القانوني لاعادة العمل بها عبر الطلب من مدير الاستخبارات الوطنية رفع توصيات عن مدى فائدتها. ويكرر المشروع حظر اللجوء الى التعذيب مع الدعوة الى تعديل اساليب الاستجواب التي يعتمدها الجيش الاميركي والسي آي ايه. وبالنسبة الى غوانتانامو، يطلب المشروع من البنتاغون مواصلة ارسال معتقلين ينتمون الى القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية اليه، علما بانه يضم حاليا 41 معتقلا فقط. وفي 2015، اقر الكونغرس قانونا اقترحه السناتور الجمهوري جون ماكين يقضي بحظر التعذيب. ولا يمكن اي مرسوم ان يغير هذا القانون. وقال ماكين في بيان "يستطيع الرئيس توقيع ما يشاء من المراسيم، لكن القانون هو القانون. لن نعيد التعذيب الى الولاياتالمتحدة". وذكر ايضا بان المدير الجديد للسي آي ايه مايك بومبيو التزم بان يلجأ عناصره فقط الى اساليب الاستجواب التي تنص عليها تعلميات الجيش، ومثله وزير الدفاع الجديد الجنرال السابق جيمس ماتيس. وعلق النائب الديموقراطي ادم شيف ان "مجرد الاشارة الى اننا قد نعيد العمل بهذه السياسات المعينة يضر بمكانتنا الدولية في شكل كبير". وفي فبراير 2016 وعد المرشح ترامب باعادة العمل باسلوب الايهام بالغرق الذي الغاه اوباما. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الفائت وبعد لقائه ماتيس، اعرب ترامب عن "اعجابه" بحجج الاخير ضد التعذيب لكن من دون ان يعلن اذا كان بدل رايه. مراجعة مساعدات قطاع غزة إلى ذلك تقوم وزارة الخارجية الاميركية بمراجعة قرار اتخذته ادارة باراك اوباما في الساعات الاخيرة بمنح 220 مليون دولار للفلسطينيين لاعادة بناء قطاع غزة المدمر جراء الحروب الاسرائيلية. وقال مسؤولون انه تم تحويل قسم من هذه الاموال لكن ادارة الرئيس دونالد ترامب تريد النظر في هذا القرار لمعرفة ان كان يمكن تصحيحه. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر الذي بقي موقتا خلال المرحلة الانتقالية في منصبه ان وزير الخارجية السابق جون كيري اعطى قبل مغادرة الوزارة تعليمات لوكالة المعونة الاميركية بتحويل 220,3 مليون دولار لبرامج اعادة الاعمار في غزة. واضاف ان "الوزارة تقوم حاليا بمراجعة النفقات الاخيرة التي اقرتها الادارة السابقة وستجري بعض التصحيحات اذا لزم الامر للتاكد من انها تتفق مع اولويات ادارة ترامب-بنس". ورغم كونها حليفا وثيقا لاسرائيل، تقدم الولاياتالمتحدة مساعدات كبيرة للفلسطينيين. وجه كيري قبل مغادرته منصبه انتقادات لمخططات الاستيطان الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة مؤكدا انها تعوق جهود حل الدولتين. ويتوقع ان تكون ادارة ترامب اكثر تعاطفا مع اسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتانياهو. ورفض المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر الثلاثاء التعليق على اعلان اسرائيل عن بناء الاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلة.