عبدالحكيم الرويضي 14 أكتوبر, 2016 - 04:41:00 أكدت صحيفة "الواشنطن بوست" الأمريكية أنه رغم الاستحسان الذي حظيت به الانتخابات التشريعية، كدليل نحو التقدم الديمقراطي، إلا أن سلطة النظام لا تزال راسخة بشكل كبير، من خلال غياب فرز أغلبية مريحة، واستمرار التمزق الإيديولوجي للنظام السياسي الذي يعزز الخلل المؤسساتي للسلطة بين القصر والحكومة. وأوضح كاتب المقال، محمد الدعدوي أستاذ العلوم السياسية في جامعة أوكلاهوما سيتي بأمريكا، انه خلال الفترة التي سبقت الانتخابات، أطلق بنكيران دعاية لحزبه على أساس أنه "حزب الشعب" في إشارة خفية إلى حزب "الأصالة والمعاصرة" الذي ينظر إليه ك"دمية القصر". وأضافت : "لقد واصل بنكيران السير على حبل مشدود ليظهر مخلصا للنظام، وفي المقابل يوجه دون شعور انتقادات ل"حكومة الظل" غير المنتخبة المعروفة ب"التحكم" أو السيطرة السياسية الاستبدادية." واعتبر مؤلف كتاب "الملكية المغربية والتحدي الإسلامي: الحفاظ على سلطة المخزن"، ضعف إقبال الناخبين على مكاتب الاقتراع، على أنه اتهام للنظام المغربي بوقوفه وراء هندسة الانتخابات، "لقد عرفت المشاركة الانتخابية نوعا من التضخيم، فمن أصل 28 مليون مغربي مؤهل للتصويت، لم يذهب سوى 23 بالمائة منهم إلى مكاتب الاقتراع يوم الجمعة الماضي" وفقا لذات الصحيفة التي اعتبرت ذلك دليلا على عدم ثقة المغاربة، ليس فقط في الأحزاب السياسية ولكن في المنظومة الانتخابية ككل. وأفادت الصحيفة العريقة، أن انخفاض المشاركة الانتخابية انقلب لصالح الآلة الانتخابية لحزب "العدالة والتنمية" الذي كان قادرا على حشد قاعدته للوصول إلى صناديق الاقتراع. وأفرزت نتائج الانتخابات صعود قطبية ثنائية بين "البام" و "البيجيدي"، في حين تراجعت الأحزاب التاريخية، حسب "الواشنطن بوست" التي اعتبرت أن نتائج الاقتراع تعزز عدم الاتساق الإيديولوجي الذي يعرفه النظام الحزبي بالمغرب. وتابعت موضحة: "لا يوجد في المغرب حاليا أي حزب رئيسي لديه إيديولوجية متماسكة، بل وحتى حزب "العدالة والتنمية"، خلال هذه المرحلة، إيديولوجيته مجرد"إسلامية فضفاضة"" وزادت الصحيفة: "حتما، سوف تؤدي هذه الدوامة الإيديولوجية إلى تشكيل حكومة ائتلافية ممزقة وغير متجانسة إيديولوجيا، يقودها ضعف مؤسساتي لحزب "العدالة والتنمية"".