17 ماي, 2016 - 11:00:00 أقر مجلس الشيوخ الأمريكي، يوم الثلاثاء، مشروع قانون يتيح للمتضررين في أحداث 11 سبتمبر 2001 من مقاضاة السعودية، "لتورط بعض مواطنيها في هذه العمليات، ودعاوى بوجود دعم من مسؤولين في الحكومة لتنظيم القاعدة في ذلك الوقت"، حسبما ذكرت مسودة مشروع القانون. وتمنح المسودة التي تم تمريرها بالإجماع، اليوم، المواطنين الأمريكيين "حق التحقق من وجود صلة دعم من السعودية لأحداث 11 سبتمبر 2001"، وهو ما تنفيه المملكة ولا تعلّق عليه عادة. وتتمتع الدول الأجنبية في الولاياتالمتحدة بحصانة تحرم المواطنين الأمريكيين من مقاضاتها، إلا أن مشروع القانون الذي جاء تحت اسم "تنفيذ العدالة برعاة الإرهاب"، يرفع هذه الحصانة عن المتورطين في عمليات إرهابية ضد المواطنين والمصالح الأمريكية. وأعرب المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، اليوم، عن "قلق الإدارة الأمريكية من عواقب مسودة القانون"، قائلًا، "التشريع سيغير موقف طويل الأمد لنا، والقانون الدولي المتعلق بالحصانة السيادية (للدول الأجنبية في الولاياتالمتحدة)". وتابع، في الموجز الصحفي الذي عقده من واشنطن، اليوم، "رئيس الولاياتالمتحدة(باراك أوباما) لازال القلق يعتمره من أن هذا التشريع يمكن أن يجعل موقف الولاياتالمتحدة ضعيفًا في الأنظمة القضائية الأخرى حول العالم". واستطرد، "هناك قلق لم يتم إيلاؤه المزيد من الأهمية، وهو الضعف المحتمل الذي يمكن أن تتسبب به هذه (مسودة القانون) لحلفائنا وشركائنا والمحاكم الأمريكية، وهو قلق يرتبط بحقيقة أن الحصانة السيادية هو مبدأ مرتبط بشكل حيوي بأمننا الوطني". مشدداً على أن هذه الأسباب هي ما دعت "هذه الإدارة مواصلة معارضتها الشديدة لهذا التشريع، ونحن بدأنا بشكل جلي، حوارًا مع مجلس النواب"، في إشارة إلى محاولة الرئيس أوباما، ثني الغرفة الثانية للكونغرس الأمريكي عن التصويت على مشروع المسودة. ولم يصدر عن السلطات السعودية أي تعليق رسمي حول الموضوع حتى الساعة. ولكي تتحول هذه المسودة إلى قانون، فيجب أن يتم إقرارها من مجلس النواب الأمريكي ليتم عرضها على الرئيس الأمريكي باراك أوباما بغرض توقيعها لتصبح قانونًا، إلا أن الإدارة الأمريكية كانت قد حذرت في وقت مبكر جدًا، بأن أوباما سيلجأ إلى استخدام حقه في النقض (الفيتو)، إذا ما وصلت المسودة إلى مكتبه. وينص القانون الأمريكي على حاجة الكونغرس إلى أكثر من ثلثي أصوات مجلس الشيوخ ومثلها في مجلس النواب كي يستطيع تخطي (فيتو) رئيس البلاد. وكانت لجنة "11 سبتمبر" التي شكلها الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش والكونغرس الأمريكي للتحقيق في الهجمات قد توصلت إلى أنه "ليس هنالك دليل يشير إلى أن الحكومة السعودية كمؤسسة قد دعمت مخططي 11 سبتمبر"، بحسب إيرنست. وفي 11 سبتمبر 2001 قام تنظيم القاعدة باستهداف عدد من المؤسسات الحيوية الأمريكية داخل الولاياتالمتحدة، مستخدماً طائرات مدنية بركابها لتفيذ العملية ما تسبب في مقتل عدة آلاف من المدنيين.