ب 15 نوفمبر, 2015 - 04:16:00 بعد يومين من الاعتداءات الدامية في باريس عثر المحققون على احدى السيارات التي استخدمها على الارجح منفذو الهجمات وداخلها سلاح، ما عزز المخاوف من ان يكون بعض المهاجمين او متواطئين معهم لا يزالون فارين. وعثر على السيارة وهي من نوع "سيات" سوداء في بلدية محاذية لباريس داخلها العديد من البنادق الهجومية من نوع كلاشنيكوف من النوع نفسه الذي استخدم في الاعتداءات, وفق ما علم الاحد من مصدر قضائي. وفي الاجمال فان ثلاث مجموعات من المسلحين زرعت الرعب والموت في العاصمة الفرنسية مساء الجمعة موقعة 129 قتيلا بينهم 20 اجنبيا واكثر من 350 جريحا. والهجمات المنسقة تبناها تنظيم الدولة الاسلامية الذي تشارك فرنسا في الغارات على مواقعه في سوريا والعراق.وبحسب شهود فان السيارة التي عثر عليها في مونتروي كانت تنقلت فيها المجموعة التي هاجمت ثلاث حانات ومطاعم في شرق باريس. ووضع سبعة اشخاص هم من افراد اسرة احد الانتحاريين وهو عمر اسماعيل مصطفائي (29 عاما-فرنسي- مولود بضواحي باريس) , قيد التوقيف الاحتياطي. وتم سماع اقوال والده وزوجته وشقيقه. - انتحاري مسجل كمتطرف- وكان هذا الانتحاري وهو احد مهاجمي قاعة باتكلان بباريس, في قطيعة مع اسرته, بحسب المعطيات الاولية للتحقيق. وتم التعرف عليه بتحليل اصبع عثر عليه في بتاكلان وتبين انه مسجل لدى الامن منذ 2010 كمتطرف اسلامي لكن لم تعرف له علاقات بشبكات جهادية, بحسب القضاء الفرنسي. وهو معروف خصوصا لدى اجهزة الامن بسبب جرائم صغيرة ادت الى صدور ثمانية احكام بحقه بين 2004 و2010 لكن بدون اي عقوبة سجن. وبحسب مصدر قريب من التحقيق فان مصطفائي كان يتردد باستمرار على مسجد لوسيه قرب شارتر بوسط فرنسا. ويسعى المحققون الى اثبات ان هذا الانتحاري اقام فعلا في سوريا في 2014. وبحسب شقيقه فانه غادر الى الجزائر مع اسرته وابنته الصغيرة مؤكدا ان اخباره انقطعت منذ فترة. وجرت الاعتداءات الاشد دموية في تاريخ فرنسا بين قاعة باتكلان وملعب فرنسا وحي يضم حانات ومطاعم بشرق باريس. وعثر المحققون ايضا قرب جثة انتحاري عند ملعب فرنسا على جواز سفر سوري واحد على الاقل يعود لمهاجر وصل الى اليونان في 3 اكتوبر. ومستبقا الجدل بشان تسلل انتحاريين بين سيل اللاجئين السوريين, دعا رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر الاحد الاتحاد الاوروبي الى تفادي اي ردود فعل. وصرح يونكر للصحافيين على هامش قمة مجموعة العشرين في انطاليا بتركيا "اود ان ادعو الدول الاوروبية التي تحاول تغيير اجندة الهجرة التي اعتمدناها (...) ان تكون جدية بشانها, وعدم الاستسلام لردود الفعل الاولية هذه". ةواضاف ان "الاشخاص الذين نظموا وارتكبوا تلك الهجمات هم الاشخاص انفسهم الذين يفر منهم اللاجئون وليس العكس (...) ولذلك لا داعي لاجراء مراجعة كلية للسياسة الاوروبية بشان اللاجئين". وقررت رئاسة الاتحاد الاوروبي الاحد الدعوة الى عقد مجلس طارىء لوزراء الداخلية والعدل للدول الاعضاء ال`28 الجمعة في بروكسل استجابة لطلب قدمته باريس على اثر اعتداءات الجمعة. واعلن نائب رئيس وزراء لوكسمبورغ وزير الامن الداخلي اتيان شنايدر في بيان رسمي انه "بعد احداث باريس المأسوية يهدف هذا المجلس الى تشديد الرد الاوروبي وضمان متابعة التدابير المقررة وتطبيقها". واعلنت النيابة العامة البلجيكية الاحد في بيان ان بين منفذي هجمات باريس مساء الجمعة فرنسيين اقاما في بروكسل احدهما في حي مولنبيك تحديدا و"قتلا" في موقع الهجمات. كما افادت النيابة العامة ان "السيارتين المسجلتين في بلجيكا" واللتين عثر عليهما المحققون الفرنسيون في باريس وضاحيتها القريبة استؤجرتا "مطلع الاسبوع في منطقة بروكسل", مضيفة انه تم توقيف سبعة اشخاص في بلجيكا منذ السبت في اطار الشق البلجيكي من التحقيق في الاعتداءات. وبحسب المحقق المكلف التحقيق فرنسوا مولين فان ثلاثة مهاجمين قتلوا في باتكلان وثلاثة فجروا انفسهم قرب ملعب فرنسا حيث كان 80 الف متفرج بينهم الرئيس فرنسوا هولاند يشاهدون مباراة كرة قدم ودية بين فرنسا والمانيا, وقتل المهاجم الاخير في جادة فولتير في شرق باريس. وبعد عشرة اشهر من اعتداءات كانون الثاني/يناير التي اوقعت 17 قتيلا, اغرقت اعتداءات الجمعة فرنسا في موجة من الالم والحداد. وبدا الاحد حداد وطني يستمر ثلاثة ايام. واغلقت المتاحف وقاعات العروض في العاصمة كما لم يسمح بتنظيم اسواق الهواء الطلق التقليدية. ومن المقرر تنظيم مواكب صلاة مساء الاحد. واستقبل الرئيس هولاند الذي دعا الى الوحدة الوطنية, قادة الاحزاب وبينهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي في محاولة التوصل الى تفاهم سياسي. ومن المقرر ان يتحدث الاثنين امام غرفتي البرلمان في حدث سياسي نادر. واكدت الحكومة الفرنسية مجددا ان فرنسا ستستمر في ضرب "تنظيم الدولة الاسلامية" من اجل "تدميره". وقال وزير الداخلية جان ايف لودريان "علينا استهداف مجمل قدرات داعش". ويستمر وصول رسائل التضامن والدعم من العالم باسره. ووقف قادة مجموعة العشرين المجتمعون في في مستهل قمتهم في انطاليا جنوبتركيا الاحد دقيقة صمت حدادا على ضحايا اعتداءات باريس. واعلن نائب مستشار الامن القومي الاميركي بين رودس الاحد ان الولاياتالمتحدة ستكثف التنسيق مع فرنسا بشان الرد العسكري في سوريا على هجمات باريس, كما ستكثفان تبادل المعلومات الاستخباراتية.