لم تقو وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على تأمين تجهيزات وعدة مشروع "مدارس الريادة" الذي أطلقته في التعليم الابتدائي العام الماضي ب626 مؤسسة ابتدائية عمومية بصفة تجريبية، ولأول مرة خلال الموسم الدراسي الجديد 24/25 في التعليم الثانوي الإعدادي في 230 مؤسسة إعدادية عمومية، رغم وجود إطار إجرائي لتنزيل خارطة الطريق 2022-2026. وبحسب معطيات حصل عليها موقع "لكم"، فإن السبورات المغناطيسية لم تصل بعد إلى فصول الدراسة بمؤسسات الريادة في التعليم الابتدائي في 2000 مدرسة جديدة وفي الإعداديات ب23 إعدادية جديدة لكون نائلي الصفقة الممركزة في أقطاب جهوية، حيث وزعوا فقط 50 في المائة من الحصة التي ظفروا بها، واستحال معها استكمال تركيب السبورات المغناطيسية في كل حجرة دراسية، التي من المفروض أن تثبت بها سبورتان، على الرغم من انطلاق الدراسة فعليا، كما كشفت عن ذلك الوزارة، منذ 6 شتنبر الجاري. وعلاوة على ذلك، يشرح مصدر موقع "لكم"، لم يصل المسلاط العاكس ومفتاحه الحجرات الدراسية للمؤسسات التعليمية التي من المفروض أن يتم تثبيته قبل ولوج التلاميذ للفصول الدراسية في 2000 مدرسة ابتدائية و230 إعدادية، حتى يشرع الأساتذة الذين خضعوا لتكوينات قبل نهاية الموسم الدراسي السابق 23/24 أن يباشروا مهماتهم البيداغوجية الفصيلة بتأطير من المفتشين المواكبين في الإبتدائي، والمفتشين المنسقين في المواد التخصصية بالثانوي الإعدادي. وليس المسلاط العاكس والسبورات المغناطيسية فقط هي التي سجل بها الخصاص، بل تعداه إلى الحواسيب المحمولة، التي لم يتوصل بها جل الأساتذة إلى حدود اليوم الأربعاء 25 شتنبر الجاري، حيث تكلفت الوزارة بالتنسيق مع مؤسسة محمد السّادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بتوفير حاسوب لكل مدير ومفتش وأستاذ في الابتدائي ونفسه في الثانوي الإعدادي مع إضافة الطاقم الإداري لمؤسسة التجريب، بعدما شرع في التوزيع عبر حصص، لن يتم الشروع في تنفيذها وفق أجندة وزعت على الأكاديميات ستكون آخرها، وفق المتوقع، خلال الأسبوع الثاني من شهر أكتوبر 2024. ولم يخف مصدر موقع "لكم"، أن عددا من مؤسسات التجريب في الثانوي الإعدادي تشكو غياب عدة الكراسات في التخصصات، حتى أن المتوصّل بها غير كاف، مما خلق ارتباكا في انطلاق مشروع تعتبره الوزارة أحد أعمدة خارطة الطريق 2022/2026 التي تراهن على منح "بريق أمل في الإصلاح، وفي قلب الفصل الدراسي، لتحسين التّعلمات ومحاربة الهدر المدرسي، والارتقاء بجودة التّعلمات الصّفية". وبحسب الوزارة، فقد بينت نتائج السنة الأولى من تجريب نموذج "مدارس الريادة" في 626 مدرسة ابتدائية عبر ربوع المملكة، خلال الموسم الدراسي 2023/2024، الأثر الملموس المحقق على مستوى تعلمات التلميذات والتلاميذ، وهو ما يجعل الخيارات التي اعتمدتها بلادنا ضمن أفضل 1 في المائة من حيث التقدم في مجال التعلم في فئة الدول المماثلة". وأبرز المصدر ذاته، أن "المشروع حقق أثرا مهما على تعلّمات التلميذات والتلاميذ، إذ تحسن مستوى التعلمات بمقدار 0,9 من الانحراف المعياري (écart-type) في جميع المواد المدرسة"، مضيفا أن "التلميذ المتوسط في "مدرسة الريادة" يحقق أداء أفضل من 82 في المائة من التلاميذ في مجموعة المقارنة". وتابع أنه "قد تمت ملاحظة الأثر الأكثر أهمية في اللغة الفرنسية والرياضيات، إذ يتجاوز مستوى التلميذ المتوسط في "مدرسة الريادة"، حاليا، حوالي 90 في المائة في مادة اللغة الفرنسية وحوالي 82 في المائة في الرياضيات، بالنسبة للتلاميذ في مجموعة المقارنة". أما بالنسبة للغة العربية، أشار البلاغ إلى أن التلميذ المتوسط في "مدرسة الريادة" يتفوق على حوالي 69 في المائة من التلاميذ في فئة الدول المماثلة، مبرزا أن البرنامج ساهم في الارتقاء بمستوى تعلمات التلميذات والتلاميذ في مجالات متعددة، بما في ذلك، القراءة والعديد من الجوانب المتعلقة بمادة الرياضيات. وأكد أن نموذج "مؤسسات الريادة" تم إعداده وفق مقاربة متعددة الأبعاد تغطي المحاور الثلاثة لخارطة الطريق 2022-2026، وهي: التلميذ والأستاذ والمؤسسة التعليمية. وتشمل المحاور الرئيسية لهذا النموذج، بحسب المصدر ذاته، "منهجية تعليمية منظمة ومعالجة التعثرات حسب مستوى تعلّمات التلميذات والتلاميذ. كما تتضمن مكونات أخرى كمفهوم الأستاذ المتخصّص في تدريس اللغة العربية، والفرنسية والرياضيات، إضافة إلى الاعتراف بالمجهودات التي تبذلها المؤسسات المنخرطة بنجاح في البرنامج من خلال نظام "علامة الجودة".