قال مصدر من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إنه "تم اعتماد منهجية المدارس الرائدة في المغرب، وبرامجها المتكاملة، والخيارات التربوية التي تم اتخاذها، بشكل إيجابي من قبل فريق مستقل من الخبراء الذين تابعوا هذه المدارس على مدار عام كامل 2023/2024، وأجروا مقارنات مع مجموعة مرجعية بنفس الحجم والتركيبة شبه المتطابقة". وأوضح المصدر ذاته في إفاداته لموقع "لكم"، أن هذه الدراسة أجراها مختبر الابتكار والتقييم المغربي (MEL)، الذي جاء نتيجة تعاون بين جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية (UM6P) ومعمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، إذ أن النتائج تجاوزت التوقعات، حيث وضعت الخيارات التي اتخذها المغرب ضمن أفضل 1% من فئة الدول المماثلة.
ووفق المصدر ذاته، شملت الدراسة 626 مدرسة رائدة للسنة الدراسية 2023-2024، و320.000 تلميذ. ومع بداية العام الدراسي الحالي 2024-2025، شرعت الوزارة في تعميم المدارس الرائدة، حيث نضمت 2.000 مدرسة إضافية إلى البرنامج، وسيتم إضافة نفس العدد سنويًا حتى التعميم الكامل. ويشمل البرنامج حاليًا 1.3 مليون تلميذ، وهو ما يمثل ثلث العدد المستهدف. وبحسب المصدر ذاته، تُعد المدارس الرائدة أحد الأعمدة الرئيسية لإصلاح التعليم في خارطة طريق2022/2026، وهو مشروع تشرف عليه الوزارة، حيث تعمل هذه المدارس بناءً على عدة اختيارات تكاملية تم اتخاذها بعد دراسة من قبل الوزارة الوصية. ومن بين هذه الخيارات، يشرح المصدر نفسه، هناك "التعويض"، الذي يتيح اكتشاف الثغرات التعليمية لدى التلاميذ، ثم معالجتها بطريقة مخصصة، ليس لكل فصل على حدة، بل لكل فئة من التلاميذ. أما الخيار الثاني الذي يستحق الذكر هو تطبيق منهجية تعليمية منظمة، وهو مجال يتطلب المزيد من التطوير. أربع تقييمات للبرنامج شهدت المرحلة التجريبية لعام 2023-2024 أربع تقييمات. التقييم الأول أجرته جمعية "سندي" للتحقق من تأثير برنامج التعويض "TaRL"، فيما تم إجراء التقييم الثاني من قبل المرصد الوطني للتنمية البشرية (ONDH) لقياس التصور النوعي لدى الأساتذة والجهات الفاعلة المشاركة في المدارس الرائدة. وأجريت هذه الدراسة في خمس مناطق، وكشفت أن البرنامج له تأثير ملموس على الحياة المدرسية. أما التقييم الثالث أجراه المجلس الأعلى للتعليم من خلال الهيئة الوطنية للتقييم (INE) لقياس أداء المدارس الرائدة، على أن التقييم الرابع أُجري من قبل مختبر الابتكار والتقييم المغربي (MEL) بشراكة بين UM6P ومعمل J-PAL التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) الأمريكي، والذي يهدف إلى قياس تأثير البرنامج على التعلم لدى الطلاب. أداء بين أفضل 1% على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة على مدار 25 إلى 30 عامًا، ظل النظام التعليمي المغربي متأخرًا في مجال التعلم، مع تصنيفات ضعيفة في فئة الدول المماثلة. وقد أظهرت التجربة التجريبية للمدارس الرائدة في المرحلة الابتدائية تأثيرًا إيجابيًا قويًا في المواد الأساسية الثلاث: العربية، الفرنسية، والرياضيات، وفق رواية المصدر نفسه. وخلصت الدراسة إلى أن "التأثير العام للبرنامج أكبر من أي تأثير تم تقديره لأي برنامج آخر نفذته الحكومة". وتؤكد أن هذا البرنامج يتفوق على 99% من البرامج المماثلة في دول أخرى. وبينما شرعت وزارة التربية الوطنية في عملية تعميم المدارس الرائدة في المرحلة الابتدائية،إلى جانب تعميم المدارس الرائدة، أطلقت الوزارة أيضًا هذا العام (شتنبر 2024) المرحلة التجريبية لبرنامج "المدارس الإعدادية الرائدة"، البالغ مجموعها وطنيا 230 في مشروع تجريب.