أكدت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة أن عملية تقييم مستوى التعلمات لدى التلاميذ في مدارس "الريادة"، كشفت عن تحسن كبير وسريع في مستويات تعلماتهم. وحسب بلاغ للوزارة، توصلت جريدة "العمق" بنسخة منه، فقد "أبان التقييم الأولي لأثر برنامج الدعم والمعالجة، أن غالبية التلاميذ، والذين يدرسون بالمستوى الثاني إلى المستوى السادس بالتعليم الابتدائي، يظهرون نسب تحكم في الكفايات التي تم تقييمها، مضاعفة أربع مرات بالنسبة للرياضيات ومرتين بالنسبة للغة العربية وثلاث مرات بالنسبة للغة الفرنسية، واعتبرت أن هذا التحسن "يعادل استدراك سنة أو سنتين من الدراسة بالنسبة للكفايات الأساس في المواد المعنية، في ظرف شهرين فقط." وسجلت الوزارة أن " الأستاذات والأساتذة بمدارس الريادة أبانوا عن فعالية الأساليب البيداغوجية الجديدة مع تسجيل تحسُّن كبير في مستوى التلاميذ"، مضيفة أن عملية تقييم مستوى التعلمات عند التلاميذ، في شهر نونبر، كشفت عن وجود تحسن كبير وسريع لدى التلاميذ. وأشارت الوزارة إلى أنه "في بداية السنة الدراسية 80 في المائة من تلاميذ مدارس الريادة (حوالي 300 ألف تلميذ) لم يكونوا يتحكمون في الكفايات الأساسية التي تم تدريسها خلال السنة الماضية عن طريق أساليب التدريس المعمول بها بالمنظومة التربوية". ولفتت أنه تم تحقيق هذه النتائج بفضل العمل التعاوني للفريق التربوي الذي يشمل الأساتذة ومديري المؤسسات التعليمية والمفتشين والإدارة الإقليمية والجهوية. وأوضحت الوزارة أنه "عند انطلاق مشروع مؤسسات الريادة، قام الأساتذة بتمرير رائز التموضع للكشف عن المستوى الحقيقي للتلاميذ، أيام 7 و8 و9 شتنبر 2023 بجميع المؤسسات المعنية، والذين بلغ عددهم حوالي 300 ألف تلميذ(ة)، وتم إدخال المعطيات إلى منصة مسار، وكذا التأكد من موثوقيتها من خلال اللجوء إلى عمليات مراقبة وفحص تم إجراؤها على عينة من التلاميذ، من طرف 160 مفتشا". وأشارت أن "الاختبار تم إجراؤه على التعلمات الأساس، في إتقان القراءة والعمليات الرياضية الأساسية (الجمع والطرح والضرب والقسمة)، وتعتبر هذه التعلمات الشرط الأساسي للنجاح الدراسي في سلك التعليم الثانوي وفي التعليم العالي". وكشفت أن النتائج المحصل عليها في بداية الموسم الدراسي، أظهرت أن حوالي 80% من التلاميذ لم يتحكموا في الكفايات الأساس المستهدفة خلال السنة السابقة، وهو ما يؤكد، حسب البلاغ، الأزمة العميقة لمستوى التعلمات، والتي كشفت عنها مختلف التقييمات الوطنية والدولية. وأمام هذه الوضعية، تم، لأول مرة، تضيف الوزارة، إرساء آلية متكاملة لمعالجة التعثرات الدراسية التي راكمها التلاميذ. وتعتمد هذه الآلية على مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب (TaRL)، القائمة على مبدأ إعادة التزويد بالتعلمات والكفايات الأساس حسب المستوى الحقيقي للتلاميذ، من خلال أنشطة تفاعلية وفعالة وممتعة. وتم العمل على توسيع نطاق مقاربة TaRL لفائدة جميع التلاميذ بمؤسسات الريادة في بداية السنة الدراسية، ثم لصالح التلاميذ الذين يواجهون صعوبات في التعلم على مدار الموسم الدراسي، وذلك خارج الحصص الدراسية النظامية، حيث تم مؤخرا، من 1 إلى 3 نونبر، تمرير رائز بعدي ل TaRL من أجل قياس الأثر الأولي لهذه المقاربة العلاجية تم خلاله اختبار مستوى 000 63 تلميذ من لدن الأساتذة. وقد خضعت النتائج للتدقيق من طرف المفتشين ومن قبل جمعية مستقلة (سندي). أثبتت هذه المراقبة المزدوجة موثوقية النتائج بنسبة 78٪. كما كشف التحليل الأولى للمعطيات، حسب المصدر ذاته، أن عمل الأساتذة بمدارس الريادة له تأثير كبير على المعارف والتعلمات الأساس، بالنسبة للمواد الثلاثة المعنية ولجميع المستويات المدرسية. فعلى سبيل المثال، يضيف البلاغ، أنه في السنة الثانية، كان 9 بالمائة فقط من التلاميذ يتحكمون في عملية "الجمع" التي تم تدريسها في السنة الأولى من سلك الابتدائي (عملية من قبيل 27+48)، وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 61 بالمائة؛ وكان 20 بالمائة فقط من تلاميذ السنة الثالثة يتحكمون في قراءة فقرة من مستوى السنة الثانية ابتدائي، وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 50 بالمائة؛ كما كان 20 بالمائة فقط من التلاميذ يتقنون قراءة كلمات بسيطة باللغة الفرنسية في السنة الثالثة، وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 59 بالمائة. وخلص البلاغ إلى أن هذا الأثر الأولي الذي تم قياسه يثبت أن استدراكا كبيرا وسريعا في مستوى تعلمات التلاميذ أمر ممكن، وذلك من خلال تطبيق طرق جديدة وفعالة في التدريس، وبفضل العمل التعاوني للفريق التربوي المكون من الأساتذة ومديري المؤسسات التعليمية والمفتشين والإدارة الإقليمية والجهوية. وتجدر الإشارة إلى أنه تم إرساء نظام للتقييم عند نهاية السنة الدراسية، بشراكة مع J-PAL، وهو مركز أبحاث تابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، من أجل قياس، بطريقة علمية، أثر مدارس الريادة على سنة دراسية بأكملها (2023/2024).